يحيي الصحراويون اليوم الأربعاء الذكرى ال47 للوحدة الوطنية, التي رسمت معالم تماسك شعب وشكلت صخرة قوية تحطمت عليها كل المخططات الاستعمارية الاسبانية والمغربية وسدا منيعا أمام محاولات القفز على حقوق الشعب الصحراوي. وبهذه المناسبة, يستحضر الشعب الصحراوي عبر كافة تواجداته في مخيمات اللاجئين والمهجر والأراضي المحتلة, ذكرى الوحدة الوطنية, في ظل اصرار وعزيمة على مواصلة معركته المصيرية من أجل الحرية والاستقلال, بعد عقود من التضحيات والمعاناة. وتشكل الذكرى مناسبة للصحراويين لتجديد العهد واستحضار ذلك التاريخ, حيث قرروا الانضواء تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) كممثل شرعي للشعب الصحراوي. وستحتضن ولاية أوسرد بمخيمات اللاجئين الصحراويين الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى ال47 للوحدة الوطنية والذكرى ال12 للخيمة وتفكيك مخيم "اكديم ازيك", تحت اشراف الرئيس الصحراوي, الأمين العام لجبهة البوليساريو, إبراهيم غالي, والتي تتزامن والمهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية والمهرجان الجهوي للثقافة والفنون الشعبية, بمشاركة واسعة للمتضامنين الأجانب من صحفيين وسينمائيين ومصورين, قدموا من شتى بلدان العالم على غرار إسبانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة. ويعد اعلان الوحدة الوطنية حدثا محوريا وفارقا في تاريخ المقاومة الصحراوية, وحد الشعب الصحراوي حول رائد كفاحه وممثله الشرعي والوحيد, جبهة البوليساريو. ففي 12 اكتوبر 1975, وفي الوقت الذي كانت فيه اسبانيا القوة الاستعمارية السابقة, تستعد لمغادرة الصحراء الغربية, عقد ممثلو الشعب الصحراوي بكل اطيافهم, اجتماعا لتقرير مواصلة الكفاح من اجل تحرير الوطن من المحتل الجديد المتمثل في المغرب. وقد اعلن المشاركون في ذلك اليوم, بما في ذلك الاعيان الصحراويون, انضمامهم الى جبهة البوليساريو. وكما أكد عليه الرئيس الصحراوي في العديد من المرات, فإن الوحدة الوطنية الصحراوية "تشكل هدفا دائما لسياسات الاحتلال ليقينه بأنه لا يمكن أبدا قهر إرادة شعب موحد, ملتحم ومتماسك, منسجم, واع ومؤمن بقضيته الوطنية, وعلى استعداد دائم للتضحية من أجلها". وسيتم احياء الذكرى ال47 للوحدة الوطنية في جو تشهد فيه القضية الصحراوية تسجيل مكاسب هامة وحضورا قويا في الساحات الإفريقية والأوروبية وعلى صعيد الأممالمتحدة, وفي وضع يعرف صمودا متواصلا لأبناء الشعب الصحراوي بالأراضي المحتلة ومواصلة جيش التحرير الشعبي الصحراوي مهمته في تحرير أراضي الجمهورية الصحراوية. ويحل هذا التاريخ في ظرف تتواصل فيه الحرب على اثر خرق وقف اطلاق النار من قبل قوات الاحتلال المغربي في منطقة الكركرات بتاريخ 13 نوفمبر 2020. كما تأتي الذكرى بعد ايام من زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء الغربية, ستافان دي ميستورا, الى المنطقة وكذا عشية التئام مجلس الامن الدولي حول القضية الصحراوية. فمن المقرر أن يعقد مجلس الامن في 17 اكتوبر مشاورات في جلسة مغلقة وإحاطة للممثل الخاص للأمين العام الأممي المكلف بالصحراء الغربية, ألكسندر ايفانكو والمبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء الغربية, ستافان دي ميستورا. وسيقوم هذا الأخير بتقديم تقريره حول الصحراء الغربية والتطرق إلى عهدة بعثة المينورسو التي ستنتهي في 31 أكتوبر والتي لا زالت تصطدم بعراقيل الاحتلال الذي يواصل التنصل من اللوائح الاممية وقرارات الشرعية الدولية, منذ تعيين اول مبعوث اممي للصحراء الغربية, في غياب ردة فعل جادة من هيئة الاممالمتحدة.