فككت الأجهزة الأمنية الأوروبية خلال الأسابيع الأخيرة عصابات تتاجر في مخدر القنب الهندي المهرب من المغرب، ورفعت من مستوى الحذر ومصادرة هذه المادة تخوفاً من رهان الجماعات المتطرفة والإرهابية عليها في ظل التضييق على مصادر التمويل. وقد تشهد عمليات محاربة المخدرات قفزة نوعية في حالة انضمام الولاياتالمتحدة.وفي هذا الصدد، أفادت وزارة الداخلية الإسبانية يوم السبت الماضي بإقدام الحرس المدني بالتنسيق مع الشرطة الإيطالية والبريطانية وشرطة صخرة جبل طارق على تفكيك عصابة دولية يتزعمها بولنديون كانت تشرف انطلاقاً من شواطئ غرناطة وألمرية جنوب الأندلس على تهريب المخدرات من شمال المغرب الى جنوب إسبانيا ثم نحو شمال أوروبا. وجرى اعتقال 19 شخصاً ومصادرة سفن كانت تستعمل في التهريب وكميات ضخمة من مخدر القنب الهندي.وتعتبر هذه ثاني عملية تساهم فيها أجهزة متعددة في مكافحة المخدرات بينما كان في الماضي يقتصر الأمر على دولة أو دولتين فقط. وكانت عملية مماثلة قد حصلت منذ أسبوعين وأشرفت عليها دولتان رئيسيتان وهما فرنساواسبانيا وبدعم من دول أخرى مثل إيطاليا، وذلك باعتقال عصابة ومصادر مخدرات في إقليم ملقة.في الوقت ذاته، ما يميز هذه العملية الأخيرة أن العصابة من بولونيا، وكانت تشرف على توزيع هذا المخدر في شمال أوروبا، بينما العصابات الكلاسيكية التي كانت تقوم بتهريب المخدرات هي مغربية واسبانية وأحياناً فرنسية. لكن في السنوات الأخيرة، حصل تنوع في الجنسيات التي تهتم بتهريب الحشيش المغربي.وعلاقة بمشاركة عدد من الأجهزة الأمنية الأوروبية والرفع العالي من التنسيق بينهما، فذلك يعود الى عوامل متعددة وإن كان على رأسها هو تخوف هذه الأجهزة من استغلال العصابات الإرهابية لتجارة الحشيش لتمويل عملياتها وكذلك الاستقطاب. فقد حذّرت دراسات مختصة بعالم الإجرام والإرهاب من خطر اهتمام الإرهابيين بتجارة المخدرات، خاصة بعدما تبين تورط شباب كان يتاجر في المخدرات ولاحقاً في الإرهاب مثلما حدث مع المتورطين في اعتداءات بلجيكا. ويضاف الى هذا، التضييق القوي على مصادر تمويل الإرهابيين قد يدفعهم الى هذه التجارة أو الحصول على إتاوات وعمولات بتهديد العصابات الإجرامية التي تتعاطى المخدرات وهذه التقنية، شهدتها أمريكا اللاتينية وخاصة كولومبيا عندما كانت جماعات مسلحة ترغم كارتيلات الكوكايين. وينتظر أن تشهد مكافحة المخدرات من شمال المغرب نحو أوروبا قفزة نوعية عندما ستساهم الولاياتالمتحدة بطائرات مروحية متطورة في هذه العملية. وكانت مدريد وواشنطن قد اتفقتا منذ شهور على استقبال اسبانيا وبالضبط في قاعدة مورون دي لفرونتيرا في اشبيليا الأندلس 20 طائرة مروحية لمحاربة القنب الهندي.