دعت اللجنة المغربية للحقيقة والكرامة، ضحايا "سنوات الجمر والرصاص"، يوم الأربعاء إلى تنظيم وقفة احتجاجية يوم الخميس أمام مقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالرباط، تنديدا لما يعانوه من إقصاء وتهميش. و قالت اللجنة المغربية في بيان بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان, الذي يصادف 10 ديسمبر من كل سنة, إن "ضحايا الانتهاكات الجسيمة المصنفة طلباتهم خارج الأجل والمحرومين من توصية الإدماج الإجتماعي, يحتفلون بهذا اليوم ويدافعون عن شرعية حقوقهم وعدالة قضيتهم". و دعا ضحايا "سنوات الجمر", الجهات المسؤولة إلى "معالجة الملفات المصنفة تعسفا خارج الأجل وملفات الضحايا المتواجدين خارج المغرب, وذلك بكيفية تضمن لهم كافة حقوقهم في جبر الضرر إسوة بضحايا من مجموعاتهم, كما تضمن حقهم في العيش الكريم لمواجهة الإكراهات الاجتماعية, وردا للاعتبار وتكريس الإحساس بالمواطنة, بما في ذلك التعويض المادي والادماج الاجتماعي". و طالبت اللجنة, الدولة المغربية بتنفيذ كافة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة, وعلى رأسها وضع استراتيجية وطنية متكاملة مندمجة ومتعددة الأطراف لمناهضة الإفلات من العقاب, مستندة إلى قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان بملائمة التشريع الوطني الجنائي والالتزامات الدولية للمغرب. و شددت اللجنة المغربية للحقيقة والكرامة على ضرورة خلق إطار قانوني ونصوص تنظيمية متعلقة بصلاحيات اتخاذ القرار الأمني و كيفية التدخل أثناء العمليات, وتقييم عمل الأجهزة الاستخباراتية, والسلطات الإدارية المكلفة بحفظ النظام, أو تلك التي لها سلطة استعمال القوة العمومية, بالإضافة إلى ملائمة التشريعات المحلية مع المواثيق الدولية للحماية والنهوض بحقوق الإنسان الفردية والجماعية, مؤكدة على ضرورة تقديم الدولة لاعتذار رسمي وعلني بعد إقرارها بمسؤوليتها عن الجرائم المرتكبة. و تعرف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي وقعت بين عامي 1956 و 1999 في أوساط المعارضة والصحافة المستقلة في المغرب ب"سنوات الجمر والرصاص". و شهدت هذه الفترة استهدافا للمعارضين وقمعا واعتقالات و اختفاء قسريا ومحاكمات سرية وسجنا بدون محاكمة وتعذيبا في السجون, بالإضافة إلى محاولات انقلابية أبرزها "انقلاب الصخيرات". للإشارة ايضا ان النساء المغربيات كن في مقدمة ضحايا سنوات الجمر في المغرب, حيث تعرضن خلال العقود الماضية للقمع الشديد, ومع كشف الحقائق عن انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب, انكشفت الانتهاكات التي مورست ضدهن.