تظاهر الآلاف من المغاربة, امس الاربعاء, بعدد من مدن المملكة تنديدا بممارسات نظام المخزن وتفشي الفساد الذي بات ينخر جل القطاعات, مرددين بصوت واحد "هي كلمة واحدة, هذه الدولة فاسدة", في وقت اتسعت فيه دائرة الاحتجاجات الشعبية مع بداية العام الجاري, ضد ممارسات النظام الاستبدادية. ففي العاصمة الرباط, تحولت الوقفة الاحتجاجية التي نظمت امام مقر البرلمان, ضد فضيحة مسابقة المحاماة, التي تصدر قائمة الناجحين فيها ابن وزير العدل عبد اللطيف وهبي, الى جانب العديد من ابناء المسؤولين النافذين, الى مسيرة جابت شوارع المدينة تحت تطويق امني كبير. وصدحت حناجر المتظاهرين بشعارات مثل "هي كلمة واحدة, هذه الدولة فاسدة", "هي كلمة صريحة... الفساد عطا الريحة", كما نددوا بالفقر الذي يتخبط فيه الشعب المغربي, و ارتفاع الاسعار والتضييق على الحريات. كما نظم سكان مدينة مكناس, بالتزامن مع جلسة محاكمة المعتقل السياسي محمد باعسو, وقفة احتجاجية تحولت الى مسيرة غاضبة, عرفت هي الاخرى حضورا امنيا كبيرا. و ردد المحتجون شعارات مثل "حرية, كرامة, عدالة اجتماعية" و "هي كلمة وحدة, هذه الدولة فاسدة", كما رفعوا لافتات تندد بالاعتقال السياسي وتصفية الحسابات مع المعارضين و استهداف حرية التعبير وغلاء الاسعار, مثل "المواطن يختنق بغلاء الاسعار و المخزن يعتقل الشرفاء" وكذا "كفى من الاعتقالات السياسية". وفي بيان لها, قالت جماعة العدل و الاحسان بالمغرب إن امتحان "شهادة الأهلية لمزاولة المحاماة" هو "شاهد أمين على حجم الفساد المستشري في دواليب الدولة المخزنية, حيث كشف للرأي العام معطيات لو كشفها غيره لانضم إلى لائحة من تنتظرهم إحدى التهم المعلومة, الموجهة إلى كل محارب للفساد والاستبداد". و أكدت ان "هذه الفضيحة تضاف إلى السجل الأسود للنظام المخزني في تدبير ملفات تشغيل الشباب" في بلد "تتوارث فيه المناصب وتشترى". كما اعتبرت مهزلة نتائج هذا الامتحان "انفضاحا مدويا على رؤوس الأشهاد لمنظومة الفساد ومنطقه وفلسفته, ومن ورائه إدانة صارخة للسلطوية المخزنية التي تقف صامتة أمام كل الذي يجري", مستدركة بالقول: "وكيف لا تفعل, وهي من تؤسس للريع وتدعم الفساد؟!". وعبرت "العدل والاحسان" في الاخير عن رفضها للتلاعب بمصير الآلاف من الشباب المغاربة خريجي كليات الحقوق, وعدم قبول الطرق الملتوية في تقلد المناصب وولوج المهن والوظائف, مؤكدة على "ضرورة تكافؤ الفرص والمساواة بين كل المواطنين". والعنوان الابرز للمشهد العام بالمغرب هذه الايام هو توسع دائرة الاحتجاجات الشعبية المناهضة لسياسات المخزن, لتشمل العديد من القطاعات الناقمة على ممارسات النظام الاستبدادية وتماطله في اتخاذ اجراءات عاجلة لوضع حد لارتفاع الاسعار ووقف انتهاكات حقوق الانسان, ما يجعل الشارع المغربي على فوهة بركان. وحذر اعلاميون وحقوقيون مغاربة من العواقب الخطيرة لسياسات نظام المخزن على مستقبل البلاد, خاصة ما تعلق باعتماد مقاربة أمنية لتصفية الحسابات مع المعارضين وقمع الاحتجاجات, والامعان في التطبيع مع الصهاينة, مؤكدين ان المغرب دخل منعطفا امنيا خطيرا و أن كلفة التغيير ستكون باهظة.