انتقلت استعدادات مدينة وهران لاستضافة جزء من النسخة السابعة من بطولة إفريقيا لكرة القدم للاعبين المحليين (شان-2022)، والتي ستنطلق يوم الجمعة، إلى السرعة القصوى، بعدما نزعت عنها اللباس المتوسطي الذي ارتدته الصائفة الماضية لترتدي الزي القاري إيذانا باقتراب بدء العرس الكروي الإفريقي. وأضحى كل شيء جاهزا في وهران لاستضافة المباريات العشر المبرمجة بالمركب الأولمبي 'ميلود هدفي' من مجموع ال32 لقاء من عمر المنافسة، مما يمنح للمدينة استقبال حصة الأسد من هذا المجموع، باعتبار أنها الوحيدة من بين المدن الأربع المعنية التي تحتضن مجموعتين اثنتين خلال الدور الأول. ولا يبدو أن هذا الأمر مصدر قلق بالنسبة للمنظمين من سلطات محلية وأعضاء لجنة التنظيم الوطنية تحت لواء الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، باعتبار أن وهران اكتسبت تجربة ثرية من خلال احتضانها للطبعة السابقة للألعاب المتوسطية منذ بضعة أشهر فقط. وسمح هذا العامل للمنظمين على المستوى المحلي بالإعداد بارتياح أكبر للموعد الكروي القاري، مثلما كان قد أشار إليه رئيس لجنة التنظيم الوطنية ل'الشان'، رشيد أوكالي، خلال زيارة العمل الأخيرة التي قام بها إلى عاصمة الغرب الجزائري للوقوف على مدى استعدادات الأخيرة للموعد القاري. وتجندت السلطات المحلية الولائية والبلدية، سيما تلك المعنية بالحدث على غرار بلديات وهران والسانية وبئر الجير، لإنجاح الحدث من كل النواحي، بعدما سخرت كل الإمكانيات لإعطاء صورة جميلة عن الولاية وعن البلاد من خلال الاعتناء بالوجه الجمالي لها في سلسلة جديدة من الأشغال جاءت لتكمل الإنجازات المسجلة في هذا المجال بمناسبة احتضان الدورة ال19 للألعاب المتوسطية. وقبل أيام قليلة من انطلاق المسابقة التي تستضيفها الجزائر لأول مرة في تاريخ البطولة، كل شيء أضحى جاهزا للترحيب بضيوف وهران في أفضل الظروف الممكنة، سيما و أن المنظمين المحليين يدركون أيضا بأن الرهان يتجاوز إنجاح هذه المنافسة فقط، بل يتعداه لتسجيل نقاط إضافية وثمينة في سباق الظفر بشرف تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم لسنة 2025، التي ترشحت لها الجزائر بعد سحب تنظيم الدورة من غينيا منذ بضعة أشهر. وصرح والي وهران، سعيد سعيود، على هامش زيارة المكلف بلجنة الأمن على مستوى 'الكاف' كريستيان إميروا أمس إلى وهران بأن ''الرهان على نجاح +الشان+ تعززه الإمكانيات الكبيرة المسخرة لإجراء الحدث في أفضل الظروف''. وأضاف : '' أستطيع أن أقول أن ملعب ميلود هدفي، جاهز لاستضافة اللقاءات العشر المقررة به. والأمر نفسه ينطبق على مرافق التدريب الثلاثة التي تم تسخيرها لفائدةالمنتخبات الستة التي تستضيفها مدينتنا خلال الدور الأول''. -- خامس منافسة دولية بالباهية خلال بضعة أشهر -- وبما أن المنافسة الكروية الإفريقية، التي تخص اللاعبين الناشطين في البطولات المحلية تتجاوز الإطار الرياضي، فقد بذلت القطاعات المشاركة في تنظيم الحدث بوهران كل ما في وسعها لإعادة نشر الصور الجميلة التي بقيت في أذهان ضيوفها من 25 دولة (بالإضافة إلى الجزائر) الذين شاركوا في ألعاب البحر الأبيض المتوسط السابقة. ويدخل في هذا السياق إعداد برنامج ثري يخص المجالات الثقافية والسياحية، فضلا عن عرض موروث الصناعة التقليدية للبلاد على مستوى الفنادق الفخمة التي ستأويالمشاركين في البطولة القارية من أعضاء المنتخبات الوطنية والوفود الرسمية وضيوف ''الكاف'' والجزائر. ولا يخفي المسؤول الأول عن الولاية ''تفاؤله'' بخصوص قدرة المدينة على "رفع التحدي مرة أخرى"، قائلا : " لقد تمكنا من تنظيم الألعاب المتوسطية بأفضل طريقة ونحن على استعداد لتكرار نفس النجاح خلال 'الشان'. كما نأمل أن تتاح لنا الفرصة لإعادة الكرة مجددا في حال منح لبلادنا شرف احتضان كأس الأمم الإفريقية 2025''. وتعتبر البطولة الإفريقية للاعبين المحليين الحدث الرياضي الدولي الخامس الذي تستضيفه وهران منذ الصيف الماضي. فبعد الألعاب المتوسطية، كانت المدينة أيضا مركزالتجمع المنتخبات الوطنية والوفود الرسمية خلال كأس العرب للشباب تحت 17 عاما، والتي أقيمت مبارياتها بملعبي مدينتي مستغانم وسيق المجاورتين. وإضافة إلى هذه المنافسة، استضاف المركب الرياضي 'ميلود هدفي' منافسات البطولتين العربيتين للسباحة والجمباز، في موعدين حققا نجاحا كبيرا، بشهادة مسؤولي الاتحادين العربين للتخصصين. كل هذا يدفع بالمسؤول الأول عن موقع وهران التابع للجنة المحلية المنظمة ل 'الشأن'، ياسين بن حمزة، للتأكيد عن ثقته في نجاح المدينة، على غرار المدن الثلاث الأخرى المعنية بالحدث (الجزائر وقسنطينة وعنابة) في كسب الرهان، علما وأن هذا المسؤول يشرف أيضا اللجنة الوطنية المنظمة لكأس إفريقيا للأمم تحت 17 عاما التي ستستضيفها الجزائر في أبريل المقبل، وهي بطولة أخرى تكرس العودة القوية للرياضة الجزائرية على الساحة الدولية.