أكد وزير التجارة وترقية الصادرات, كمال رزيق, اليوم الإثنين بالجزائر العاصمة, أن ملتقى ومعرض افريقيا للنقل وتجارة العبور, الذي افتتح اليوم بقصر المعارض (الصنوبر البحري), يشكل فرصة لبحث فرص تعزيز المبادلات التجارية بين الجزائر وليبيا و الدول الافريقية الأخرى. وأوضح السيد رزيق, في كلمته الافتتاحية لفعاليات هذا الحدث الاقتصادي, المنظم من 30 يناير إلى 01 فبراير 2023, أن هذا الملتقى "الذي تحتضنه الجزائر لأول مرة, هو ثمرة تعاون و تنسيق جزائري-ليبي يهدف لاستطلاع مجالات التعاون و التفاعل و التكامل بين الجزائر و ليبيا و الدول الافريقية في مجال النقل و تجارة العبور''. كما اعتبر الوزير هذه التظاهرة "تأكيدا جديدا على الوعي بأهمية التحديات التي تواجه مستقبل و شعوب و اقتصاديات دول المنطقة", لافتا الى مشاركة رجال الاقتصاد و الاعمال في هذا الملتقى, باحثين عن "فرص ملائمة لتوسيع آفاقهم التجارية والاستثمارية وفقا لقاعدة رابح-رابح". ومن هذا المنطلق, يضيف الوزير ,"سنحاول من خلال هذا الحدث تسليط الضوء على القضايا التجارية الهامة مع وضع استراتيجية لتنشيط التجارة البينية و رفع حجم الصادرات نحو السوق الافريقية من اجل المساهمة في تحقيق الاهداف المشتركة وتعزيز التعاون و التكامل الاقتصادي". و عليه, اكد الوزير على ضرورة العمل كدول افريقية سويا من اجل تخفيف اثار الازمة الاقتصادية العالمية, من خلال تحقيق التكامل الاقتصادي و "ادماج اقتصاداتنا تدريجيا ضمن سلاسل القيم العالمية بهدف تطوير القطاعات الاقتصادية التي تساهم في خلق مناصب الشغل و تحقيق الرفاه الاقتصادي و الاجتماعي لشعوبنا''. و بالمناسبة, دعا رجال الاعمال و المستثمرين "للعمل سويا للمساهمة في النهوض بمعدلات النمو الاقتصادي بالنظر للآفاق الواعدة للمبادلات التجارية الجزائرية الليبية التي تندرج ضمن الديناميكية الجديدة التي يسعى الطرفان لتحقيقها من خلال ارساء علاقات اقتصادية و تجارية بينية محكمة". من جهته, قال وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة الليبية, نوري علي محمد قطاطي, أن ما "يشهده الاقتصاد العالمي من تحديات اثرت بشكل كبير على اغلب الانشطة الاقتصادية, ما يدعو لضرورة تكاثف الجهود لمواجهة هذه التحديات من خلال وضع خطط عمل تساعد على بناء تكامل اقتصادي افضل و أقوى لمنطقة المغرب العربي بشكل خاص و شمال القارة الافريقية بشكل عام" . كما ابرز المسؤول الليبي ان "وجود الارادة السياسية التي تهدف الى التطور في عالم التجارة يتطلب منا فتح المجال امام الشركات المحلية و الاجنبية و المستثمرين في المساهمة في تنشيط حركة التجارة و تجارة العبور بين الدول المطلة و المحيطة لليبيا وفق خطة استراتيجية موحدة تهدف الى تعزيز العلاقات التجارية و تجارة العبور بين هذه الدول و ايجاد مصادر للتنوع الاقتصادي". و خلال اليوم الاول من هذا الملتقى, تم التطرق الى العلاقة بين المناطق الحرة و تجارة العبور حيث تم ابراز دور هذه الاخيرة في تنمية المبادلات التجارية بين الدول الافريقية. و في هذا الصدد, قال الاستاذ رضا السعيدي من تونس ان "الجزائروتونس و ليبيا تشكل بوابة حقيقية نحو افريقيا'', لافتا الى ان منطقة التجارة الحرة الافريقية سيكون لها مستقبل كبير على المستوى الافريقي. و على هامش الملتقى, تم تنظيم معرض لمختلف المنتجات الجزائرية و الليبية الى جانب مشاركة عارضين من تونس و النيجر, بغرض التعريف بهذه المنتجات و الاطلاع عن كثب على فرص الاستثمار. يذكر أن السيد رزيق اشرف رفقة السيد قطاطي على افتتاح ملتقى ومعرض إفريقيا للنقل وتجارة العبور, المنظم من قبل المجلس الجزائري للتجديد الاقتصادي ومكتب الأعمال "لينكوب", برعاية وزارة التجارة وترقية الصادرات و وزارة الاقتصاد والتجارة الليبية. وتعرف التظاهرة مشاركة أكثر من 100 متعامل من ليبيا, تونسوالنيجر, مختصين في الاستيراد و التصدير, وكذا متعاملين جزائريين ممثلين لشركات ناشطة في مختلف الميادين على غرار الصناعات الغذائية, الأدوية, الخدمات, الحديد والصلب, الخشب, البلاستيك, الزجاج, مواد التغليف و مواد التنظيف. كما شارك في المعرض غرف التجارة والصناعة للبلدان المشاركة وعديد من الهيئات الرسمية المتعلقة بالتصدير, بنوك ومؤسسات مالية, بالإضافة الى أكثر من 200 متعامل اقتصادي ناشطون في مختلف المجالات الاقتصادية.