بعد أن أوصدت كل الأبواب في وجههم، ونفذت كل سبل الاستجابة الى مطالبهم، وأمام استمرار تعنت وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي، أعلن أعضاء اللجنة الوطنية لضحايا امتحان المحاماة، خوض إضراب مفتوح عن الطعام، ابتداء من يوم غد الجمعة. وسيكون الشارع المغربي على موعد مع حلقة جديدة من "مسلسل فضيحة المحاباة"، التي لعب وزير حكومة أخنوش المخزنية، عبد اللطيف وهبي، دور البطولة فيها، حيث أعلن أعضاء اللجنة الوطنية لضحايا امتحان المحاماة، حسب ما تداوله الإعلام المحلي، أنهم قرروا خوض معركة الأمعاء الخاوية، مشددين على عدم تراجعهم عن خطوتهم "إلا بعد اتخاذ إجراء جدي، واضح وصريح في التعامل مع ملفهم". وسبق لأعضاء اللجنة، التقدم بشكاوى للجهات المعنية، كما نظموا وقفات احتجاجية عديدة أمام وزارة العدل والبرلمان المغربي، لكن دون جدوى، إذ استمر تعنت وزير القطاع، الذي رغم أن الفضيحة هزت قطاعه الا أنه وضع أذنا من طين وأخرى من عجين. وجدد المعنيون بالإضراب عن الطعام رفع مطالبهم، المتمثلة في فتح تحقيق ومتابعة أي مسؤول عن امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، وإعفاء وزير العدل من منصبه، وإلغاء الامتحان وتعويضه بامتحان آخر في أقرب وقت، وأن يكون متاحا لكل الطلبة الحاصلين على شهادة الليسانس، تحت إشراف لجنة مستقلة. وفي هذا السياق، أبرزت عضو اللجنة الوطنية لضحايا امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، ليلى العرايشي، خلال الندوة الصحفية التي نظمت، أمس الأربعاء، أن "دستور 2011 أكد على الثقة في المؤسسات التي خلقت لحماية هذه الحقوق.. إلا أنه في أول موقف ظلم تعرضنا له ها نحن نختبر مدى تفعيلها". من جانبه، لفت عضو اللجنة، أمين نصر الله، إلى أنه تم التقدم بدعوى من أجل إلغاء نتائج الامتحان الكتابي لنيل شهادة الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، مستنكرا استمرار تجاهل وعدم تعامل أي جهة مع مطالبهم مؤسساتيا. جدير بالتذكير أن وزير العدل المغربي رفض فتح تحقيق حول الخروقات التي عرفها امتحان الالتحاق بمهنة المحاماة، الأمر الذي وضعه على فوهة بركان، حيث ظلت الأصوات المنددة بتعنت الرجل الذي أضحت الفضائح لصيقة بقطاعه، تتعالى باستمرار. ورغم الغليان الذي يعيشه قطاع العدالة في المملكة المغربية وسلسلة الاتهامات الموجهة لوهبي، الذي ما ينفك يجيب تارة بطريقة "استفزازية" على أسئلة البرلمانيين من المعارضة وتارة أخرى بعبارات تحمل الكثير من "الاحتقار" تجاه أبناء الشعب المغربي، كما تناولته وسائل إعلام محلية، إلا أن الوزير ظل ماض قدما في خرق القانون والنصوص الدستورية، ليكون حاميها حراميها، وهو ما أكده أمين نصر الله في وقت سابق. وسبق لهذا الأخير أن هدد في فيديو مصور مع وسيلة إعلام مغربية بخوض معركة الأمعاء الخاوية، متهما الوزير وهبي بالتدخل "وفقا لأهوائه الشخصية ومصالحه الضيقة".