دخلت المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع, يومها العشرين اليوم الخميس, حيث لازالت الانفجارات تدوي وإطلاق النار يسمع في العاصمة الخرطوم, في وقت تتواصل فيه الدعوات لوضع حد للنزاع الذي تهدد تداعياته بلدان الجوار. ورغم إعلان اتفاق مبدئي لتمديد الهدنة حتى 11 مايو الجاري , فإن المواجهات بين الجانبين والانفجارات مستمرة في الضاحية الشمالية للخرطوم, كما دوت أصوات عنيفة في وسط المدينة بالقرب من المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش, فيما دوى قصف عنيف في مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين للخرطوم, وفقا للتقارير الميدانية. ما يجري بالسودان, دفع الأممالمتحدة إلى التحذير من مغبة استمرار المعارك ليس على البلد فحسب بل على المنطقة التي يتهددها تمدد النزاع. وفي هذا الصدد, قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أمس الأربعاء من العاصمة الكينية نيروبي أن "الوضع الحالي غير مقبول على الإطلاق. يجب التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار لمنع سقوط المزيد من الضحايا", محذرا من "تزايد حده الصراع ليصل إلى حرب شاملة يمكن أن تؤثر على المنطقة لسنوات قادمة". وأكد أن الوضع في السودان "مقلق للغاية ويزداد سوءا يوما بعد يوم", لافتا إلى أن "الخرطوم في حالة اضطراب ودارفور تحترق مجددا". ويتعقد الوضع أكثر بدارفور التي عانت من الحروب المتعددة وسبق أن تم التحذير من تحول الصراع الذي اندلع في ال15 أبريل الماضي بها, إلى اقتتال قبلي وهو ما جرى بالفعل, حيث شهدت معارك دامية بين /المساليت/ والقبائل العربية. وقال مصدر محلي أن الوضع في دارفور مقلق للغاية وأن الحرب الحالية زادت من معاناة السكان في الإقليم نتيجة الحروب التي شهدها خلال العقدين الماضيين. كما أوضح أن مناطق الإقليم تأثرت بشدة في بداية الصراع نتيجة الاقتحامات والاشتباكات التي جرت في أسواق ومؤسسات الإقليم, مشيرا إلى أن الأيام الماضية لم تشهد وصول أي مساعدات دولية إلى الإقليم. في السياق ذاته, قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان, إن جميع المستشفيات والمرافق الصحية والصيدليات في مدينة الجنينة غرب دارفور باتت خارج الخدمة بعد الاعتداء عليها ونهبها, مشيرة إلى نهب المخزن المركزي للدواء وسكن الأطباء ومكاتب الهلال الأحمر في المدينة. وكان الأمل معقودا على هدنة جديدة بدأت اليوم الخميس وتستمر لغاية ال11 مايو الجاري , إلا أن استمرار القتال يرهن كل الآمال والتطلعات لاستتباب الامن من جديد. وفي غضون ذلك, أسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى, خصوصا في دارفور, سعن 550 قتيلا على الأقل و4926 جريحا, بحسب بيانات رسمية لوزارة الصحة . ولازالت موجات النزوح مستمرة للفارين من القتال نحو دول الجوار. كما تتواصل عمليات إجلاء مئات الأجانب وخصوصا عبر مدينة بورتسودان على البحر الأحمر. وتقول الأممالمتحدة إن نحو مئة ألف فروا من السودان إلى بلدان مجاورة. وذكرت تقارير إعلامية إن الملايين من الاشخاص لازالوا يحاولون الاحتماء من الحرب المفتوحة بين الجيش الذي يستخدم الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة وقوات الدعم السريع المنتشرة في الأحياء السكنية, فيما أفادت أنباء أخرى أن معظم المستشفيات خارج الخدمة والعديد من المناطق تركت من دون كهرباء ومياه, مع تضاؤل إمدادات الغذاء والوقود. وحذرت عدة أوساط من أن الأرقام الهائلة للفارين نحو دول مجاورة, قد تتسبب في "كارثة" إنسانية قد تطال تداعياتها المنطقة بأسرها. وفي مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلت نسبيا بمنأى عن أعمال العنف, يحاول منسق عمليات الإغاثة الطارئة في الأممالمتحدة مارتن غريفيث, إعادة تنظيم مخزون الامدادات بعد تعرضه لعمليات نهب كبيرة. والأربعاء, طالب غريفيث بضمانات أمنية على أعلى مستوى لتأمين إيصال المساعدات إلى السودان, بعد نهب ست شاحنات تحمل مساعدات غذائية على وقع استمرار المعارك.