أبرز متدخلون في ندوة وطنية، يوم الإثنين بالجزائر العاصمة، في إطار إحياء الذكرى ال61 لعيدي الإستقلال والشباب، أهمية "نقل وترسيخ القيم الثقافية بين الأجيال" بإعتبارها "ركيزة أساسية للحفاظ على التراث والذاكرة الوطنية وتعزيز الهوية الوطنية". و حثت في هذا الإطار المجاهدة بقدور زوليخة على "أهمية الحفاظ ونقل قيم" السلف إلى الخلف للحفاظ على الذاكرة الوطنية وبناء جسور تواصل وتقارب بين الأجيال للحفاظ على رسالة الشهداء, مستعرضة جوانب من مساهمتها كطالبة خلال الثورة التحريرية ومعايشتها لقادتها ورموزها. و شددت المجاهدة على أن "ترسيخ مبادئ وقيم الثورة التحريرية المظفرة وتضحيات الأجيال السابقة لدى الجيل الجديد ضروري لتكريس هذه القيم والإقتداء بها", مؤكدة على أن حماية الذاكرة ورموزها هي "القاعدة الأساسية لبناء الحاضر والمستقبل والوفاء للجيل الذي صنع أمجاد ثورة نوفمبر". و أوضح من جهته أمين سبيع, رئيس المنتدى الجزائري للمواطنة والعصرنة, الجهة المنظمة للندوة, أن "نقل القيم بين الأجيال له مكانة حاسمة ومفصلية داخل المجتمع وتماسكه حيث يمتلك الجيل السابق من المجاهدين والمناضلين ثروة من المعرفة والخبرة التي يجب الحفاظ عليها وتمريرها ونقلها إلى الأجيال القادمة". و ذكر المتحدث, في سياق كلامه, قيم الاحترام والتضامن والتسامح ومحبة الوطن, معتبرا أنها "ركائز أساسية يقوم عليها مجتمعنا, ومن خلال نقلها من جيل إلى جيل فنحن نحافظ ونعزز هويتنا الوطنية ونقوي أسس أمتنا". اقرأ أيضا : "رموز السيادة الوطنية" محور ندوة بالجزائر العاصمة كما أشار إلى "أهمية التواصل بين الجيلين باعتبار تلك القيم ثمرة كفاح شرس ومستمر قاده جيل من شباب الجزائر من الضروري للجيل الحالي الاستلهام والاقتداء بهم لاستكمال مسيرتهم", مضيفا أن إحياء ذكرى الاستقلال هو "لحظة لتسليط الضوء على انجازات وإمكانات جيلنا الحالي من الشباب الذي يعد محركا للتقدم والتغيير, وذلك بفضل طاقاتهم وابداعاتهم بهدف بناء مستقبل أفضل". و يرى السيد سبيع أن إحياء هذه الذكرى هو أيضا فرصة لاستذكار "هذه المرحلة الحاسمة والمحورية في تاريخ الجزائر, وتذكير بقوة وحيوية الشباب الجزائري الذي عرف كيف يوحد صفوفه ورؤيته لتحرير نفسه من قيود الاضطهاد واسترجاع سيادة الوطن". و أكدت من جهتها عضو المنتدى, براهيم بوناب سعيدة, أن الهدف من هذا اللقاء هو "خلق جسور وربط انتقال منظومة القيم والعادات والتقاليد من جيل الثورة الأحياء إلى جيل الشباب الجديد, والعمل على انتقال القيم بسلاسة وبدون انقطاع تفاديا للفجوات والقطيعة بين الجيلين تعزيزا للهوية خاصة امام التحديات التي تواجهها الجزائر ما يستدعي التلاحم بين الأجيال". و تطرقت من جانبها الجامعية نبيلة عبد الشكور إلى ما أسمته "اختلاف القيم والثقافة بين الأجيال" خاصة تأثير "مختلف متغيرات العولمة وطغي القيم والأنماط الثقافية العالمية والوسائط الجديدة".