أشرفت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، يوم السبت بولاية عين الدفلى، على تدشين المسرح الجهوي "الشهيد الطيب شريف" وقاعة سينما "الكواكب"، كما عاينت سير تقدم أشغال المشاريع بالعديد من المرافق والفضاءات الثقافية الهامة. و أوضحت الوزيرة, على هامش زيارة عمل وتفقد قادتها لعديد المشاريع والمواقع التاريخية والأثرية التابعة لقطاع الثقافة بولاية عين الدفلى, رفقة والي الولاية عبد الغني فيلالي, أن "الزيارة التفقدية سمحت بالوقوف على تقدم سير أهم المشاريع المسجلة في قطاع الثقافة والفنون برسم قانون المالية للسنة الجارية 2023, وضمنها عمليات إعادة ترميم وتأهيل دار الخلافة للأمير عبد القادر, وهو الصرح الثقافي الذي سيتضمن متحف تفسيري لفنون وتقاليد مدينة مليانة العريقة". و أضافت السيدة مولوجي أن "المركب الديني سيدي أحمد بن يوسف قد استفاد من غلاف مالي لترميم الفندق المتواجد على مستواه", مبرزة أن "قرار تصنيف مدينة مليانة كقطاع محفوظ قد تم إصداره بالجريدة الرسمية شهر أبريل المنصرم, والعمل جار لإعداد دراسة شاملة لمخطط دائم للحفظ والتثمين لمدينة مليانة العتيقة". و استهلت الوزيرة زيارتها إلى ولاية عين الدفلى بمعاينة المعلم التاريخي "متحف الأمير عبد القادر" بمدينة مليانة الذي يعود تاريخه إلى الفترة العثمانية, وكان مقر الخلافة للأمير عبد القادر (1835- 1840), والذي استفاد من الترميم ويضم قاعات لعرض نماذج من الأسلحة والمسكوكات والأزياء التقليدية التي تجسد مقاومة الأمير عبد القادر. كما زارت مسجد سيدي أحمد بن يوسف, الذي يعود أيضا للفترة العثمانية ويضم ضريح هذا الولي الصالح, وكذا السور الروماني أين تلقت شروحات وافية حول سير المخطط الدائم للحفظ والحماية بالقطاع المحفوظ لمدينة مليانة العتيقة. و أعطت السيدة مولوجي من جهة أخرى على مستوى الحديقة العمومية بوسط مدينة مليانة إشارة انطلاق تصوير المشاهد الأولى من فيلم "الساقية" للمخرج الشاب مهدي تاسابست, وهو مشروع سينمائي من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما ومؤسسة خاصة, مندرج ضمن برنامج ستينية الاستقلال, فضلا عن زيارة مصنع الأسلحة للأمير عبد القادر. و تم على مستوى بلدية خميس مليانة تدشين المسرح الجهوي "الشهيد الطيب شريف" الذي يتربع على مساحة اجمالية تقدر ب 3388 متر مربع وقدرة استيعاب ب 500 مقعد, إلى جانب تدشين قاعة سينما "الكواكب" بذات الموقع أين تم توقيع اتفاقية ما بين مديرية الثقافة لولاية عين الدفلى والمركز الجزائري لتطوير السينما لاستغلال هذا الفضاء الثقافي لصالح عشاق الفن السابع. و من جهة أخرى, أكدت الوزيرة خلال معاينتها لموقع إنجاز المركز الوطني للأرشيف السينمائي أن "هذا المشروع هام جدا وقد تم توطينه بولاية عين الدفلى بدعم من الوالي الذي استجاب لطلب الوزارة وخصص أرضية لإنشائه, وذلك لعدة اعتبارات منها قرب الموقع من العاصمة, وأيضا توفره على المعايير المناخية الملائمة للحفظ". و لفتت إلى أن "هذا الصرح الثقافي الرائد, الممتد على مساحة 2335 متر مربع, سيمكن من حفظ 120 ألف نسخة من الأفلام بوسائط حديثة, كما سيضم مخابر وقاعات حفظ وصيانة ورقمنة عالية الجودة للحفاظ على الذاكرة السينمائية الوطنية", على حد قولها. كما وقفت السيدة مولوجي, بحضور الوالي وممثلي الجماعات المحلية, على سير أشغال إعادة الاعتبار لقاعة سينما "الدوي" ببلدية عين الدفلى, والتي ستدوم "شهرين ونصف" كما قالت, وتشمل تغليف السقف وتغليف الجدران الداخلية وغيرها من الأشغال. و في ختام زيارتها لولاية عيد الدفلى قامت الوزيرة, رفقة السلطات المحلية, بزيارة للعديد من المعالم التاريخية والمواقع الأثرية والمعالم التي تزخر بها ولاية عين الدفلى, من بينها الموقع الأثري الروماني "أوبيدوم نوفوم" المصنف من طرف اللجنة الولائية.