تتوالى ردود الفعل المنددة بالزيارة المرتقبة لرئيس مجلس المستشارين في المغرب الى الكيان الصهيوني المحتل و امعان المخزن في التطبيع, رغم تصاعد جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني, والداعية الى المشاركة المكثفة في الاحتجاجات المقررة يوم الخميس القادم امام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط. وفي بيان لها, ادانت المبادرة المغربية للدعم والنصرة, بأشد العبارات زيارة رئيس مجلس المستشارين الى الكيان المحتل, معتبرة هذه "الخطوة المشؤومة سابقة تطبيعية خطيرة من مؤسسة, المفترض فيها أنها تمثل الشعب وتتبنى موقفه الداعم لفلسطين والرافض للتطبيع". وتضاف هذه الخطوة, كما جاء في البيان, إلى "مسلسل الهرولة والسقوط والارتماء في أحضان العدو الصهيوني, الذي يرتكب جرائم بشعة في حق الشعب الفلسطيني, وينكل بالمدنيين ويمارس انتهاكات جسيمة لكل الأعراف والمواثيق الإنسانية في حق الأسرى في السجون والمعتقلات, وينفذ مخططا للتهويد الشامل للقدس وينتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك (...)". و أكدت المبادرة المغربية أنه, وفي ظل الوضعية الخطيرة التي تتهدد القدس والأقصى بسبب السياسة العنصرية للكيان الصهيوني, "فإن زيارة العار لرئيس مجلس المستشارين للكيان الصهيوني هي شرعنة للجرائم الصهيونية وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة, التي تواجه جيش الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزة وتدافع عن مسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم". وتنديدا بهذه الزيارة, ورفضا لكل أشكال التطبيع بالمغرب, دعت المبادرة المغربية للدعم والنصرة إلى المشاركة المكثفة في الوقفة الشعبية الاحتجاجية, التي دعت لها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين, وذلك يوم الخميس مساء أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط. من جهته, ندد رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الامة, عبد الصمد فتحي, بهذه الزيارة التي اعتبرها "طعنة للشعب الفلسطيني و اهانة للشعب المغربي الرافض لأي علاقات مع الكيان الصهيوني المحتل", مستنكرا محاولة المخزن فرض سياسة الامر الواقع و التسويق الى أن الشعب المغربي يقبل التطبيع. كما اشار الى ان "زيارة الخزي والعار التي تعتبر سابقة في تاريخ كيان الاحتلال, تأتي في الوقت الذي يزداد العدوان الصهيوني على الأقصى والقدسوالضفة الغربية, وتشن حملة عدوانية على الأسرى في سجون الاحتلال, ويجهز على حقوقهم وتتزايد معاناتهم. "زيارة لا تشرف الشعب المغربي" وشدد عبد الصمد فتحي على أن "رئيس مجلس المستشارين لا يمثل في هذه الزيارة الا نفسه والمطبعين", مؤكدا أن "الشعب المغربي و أحراره أشرف من أن يضعوا أيديهم في يد الغاصبين لأرض فلسطين والقاتلين لأطفالها ونسائها وأهلها, وأن يدخلوا وكرهم وأن يباركوا إجرامهم". بدوره, اعتبر القيادي في جماعة العدل والاحسان المغربية, حسن بناجح, هذه الزيارة "خطوة أخرى مشؤومة في مسار التطبيع مع الكيان الغاصب المجرم, قاتل الأطفال ومدنس المقدسات". و اضاف قائلا: "عن أي زيارة تاريخية يتحدث الكيان المحتل ؟ إنها زيارة لا تشرف الشعب المغربي الناصع تاريخه بالدفاع عن فلسطين والفلسطينيين والمقدسات". و امس الاثنين, أعلنت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بالمغرب, عن تنظيم وقفة شعبية احتجاجية, أمام البرلمان بالعاصمة الرباط, الخميس القادم, داعية كل القوى المدنية وأحرار الشعب المغربي للمشاركة بقوة في هذا الموعد تنديدا بانخراط المخزن في أجندة "الصهينة الشاملة" للبلاد. ووصفت المجموعة -التي تضم عديد الهيئات المناهضة للتطبيع- هذه الزيارة "بالمنزلق الخطير والمدمر للموقف الرسمي المغربي باتجاه الارتماء أكثر وأكثر في قاع هوة التطبيع مع العدو الصهيوني", مؤكدة أن هذه الخطوة "جريمة سياسية تطعن في مرجعية وثوابت الشعب المغربي الرافضة لكل أشكال التطبيع", حيث يفترض أن البرلمان +المنتخب+ يمثل هذه المرجعية, "فضلا عن كونها خطوة تتناقض مع سابقة توقيع مقترح قانون لتجريم التطبيع من قبل أربع كتل برلمانية مغربية في 2013". وهو المقترح -تضيف- "الذي يعبر عن نبض الشعب المغربي الثابت ضد التطبيع". و أكدت في السياق أن "ارتماء المخزن في احضان الكيان المحتل بلغ مستويات قياسية صار معها مفهوم ومصطلح التطبيع نفسه متجاوزا", معتبرة اياه بمثابة انخراط فيما يمكن وصفه بأجندة "الصهينة الشاملة", باعتبار الاكتساح الذي يجتاح به الاختراق الصهيوني الفضاء العام ومؤسسات الدولة وسياساتها في مختلف القطاعات والمجالات.