شدد المتحدث باسم دول شمال أوروبا, وزير خارجية الدنمارك لارس لوك راسموسن, اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة, على ضرورة العمل على تحقيق تنمية مستدامة في إطار التعاون المشترك بين دول افريقيا وشمال أوروبا, وبحث سبل إرساء الأمن والاستقرار في ظل الأزمات والصراعات والتغيرات التي يشهدها العالم. وثمن لارس لوك راسموسن, اجتماع دول إفريقيا وشمال أوروبا الذي تحتضن الجزائر دورته ال20, لافتا إلى أن العالم يتطور ويتغير, و أن "افريقيا قوة زاحفة لها وزن هام وتنوع بالغ الأهمية, ما يجعل تواجدنا هنا من أجل الاستماع لها وتحديد الفرص لتوطيد الأواصر أكثر بين بلداننا". ودعا المتحدث باسم دول شمال أوروبا إلى إجراء محادثات "صريحة" خلال الاجتماع, حول ما يعيشه العالم من تغيرات, وتحديد الدور المنوط بكل بلد لمواكبة ومسايرة ما يحدث, خاصة في ظل تراجع الأمن والسلم العالميين. و أعرب لاس لوك راسموسن عن تفاؤله رغم كل المشاكل والتحديات التي يواجهها العالم, موضحا: "لقد عشنا وباء كورونا, إضافة إلى مشاكل عديدة وكبيرة عبر التاريخ على غرار الأزمة في أوكرانيا وتأثيرها على الغذاء العالمي, إضافة إلى ما يحدث في الشرق الأوسط, ونعلم أن تكلفة النزاعات باهظة, كما أن التغييرات غير الدستورية تعددت في افريقيا ولها أثر كبير على ساكنتكم". و استطرد قائلا: "لذا, ينبغي العمل على تجاوز هذه التحديات ومجابهتها من خلال تعاوننا معا لتحقيق تنمية مستدامة وتعاون متعدد الأطراف, مع العلم أننا نحن في دول شمال أوروبا التزمنا بمساعدة الاتحاد الافريقي لتحقيق الأمن والسلم في افريقيا". وفي السياق, قال وزير خارجية الدنمارك إن دول شمال أوروبا مستعدة للتعاون مع الدول الافريقية في المجال التجاري وتطوير القطاع الخاص من خلال وضع كل الأدوات والوسائل المتوفرة لديها لمساعدة القارة السمراء, داعيا إلى مناقشة المصالح المشتركة لدول افريقيا مع دول شمال أوروبا خلال هذا الاجتماع, والبحث عن سبل وآليات التقدم إلى الأمام في مجال التعاون المشترك. ولم يخف المتحدث "أمله" في عودة المسؤولين الأوروبيين الى بلدانهم بنتائج تكون "مثمرة للجميع" فيما يتعلق بالتعاون متعدد الأطراف. كما دعا لارس لوك راسموسن إلى "العمل سويا على تعزيز عمل المؤسسات الدولية (...) فنحن بحاجة الى منظومة دولية عادلة", لافتا إلى أن الشراكات بين الدول تقوم على المصالح المشتركة.