تقليص فاتورة الاستيراد بغلاف مالي يناهز 45 مليون دولار بغلاف مالي لا يقل عن 45 مليون أورو، سيتم التقليص من استيراد مادة الأنسولين وتغطية الطلب المحلي للمرضى خلال السنة المقبلة، بفضل مصنعي شركة «نوفو نورديسك» التي تسعى للرفع من نسبة الإدماج لاقتحام أسواق خارجية، انطلاقا من بوفاريك وتيزي وزو، وطرح جيل جديد من أقلام الأنسولين، واستقطاب الكفاءات الجزائرية وإدماجها في خطتها التنموية.. إنها شركة رائدة زار وحدتها الصناعية ببوفاريك، أمس، وزير الصحة عبد الحق سايحي، وزير الخارجية الدانماركي لارس لوك راسموسن، الذي تحدث عن تطلع بلاده إلى توسيع الشراكة مع الجزائر في عديد القطاعات. وقف وفد وزاري ضم كلاّ من وزير الصحة عبد الحق سايحي ووزير خارجية الدانمارك لارس لوك راسموسن، رفقة سفيرة الدانمارك الجديدة لدى الجزائر كاترين فروم هوير، إلى جانب والي ولاية البليدة، في زيارة قادتهم إلى شركة «نوفو نورديسك» لصناعة الأدوية، وفي صدارتها الأنسولين، على مسار المصنع الإنتاجي. علما أن هذا المصنع الكائن في مدينة بوفاريك، مجهز بأحدث المعدات والأجهزة لتلبية احتياجات مرضى السكري الجزائريين من مادة الأنسولين. كما تساهم هذه الشركة الدانماركية بمصنعيها المتواجدين بكل من بوفاريك وتيزي وزو، بطاقة إنتاجية تناهز نحو 82 مليون وحدة، مزودين ب3 مراكز توزيع. استقطاب الكفاءات وتوسيع الاستثمارات وأكد وزير الخارجية الدانماركي لارس لوك راسموسن، في ندوة صحفية، خلال زيارته الأولى للجزائر، أن شركة «نوفو نورديسك» تحتفي بمائة سنة على إنشائها، وتضخ قيمة مضافة من خلال استثمارها في الجزائر، مقدرا حجم الاستثمار في مصنع بوفاريك الذي دخل حيز الإنتاج هذا العام، بنحو 1.5 مليون دينار، مشيرا إلى أن الدانمارك، تتطلع إلى توسيع استثماراتها بالجزائر، خاصة أنها معروفة بمستواها الجيد في إنتاج المواد الصيدلانية، وأنها مهتمة بتوسيع شراكتها وتعميق تعاونها مع الجزائر في عدة مجالات، مثل الطاقة الخضراء والطاقة الشمسية، خاصة وأن الجزائر تمتلك إمكانات معتبرة في المجال الطاقوي التقليدي وغير التقليدي. لذا ذكر أن «نوفو نورديسك» مستعدة لتسخير إمكاناتها، لتصبح الجزائر ممونا رائدا للطاقة، وتموين القارة الأوروبية. إلى جانب اهتمام الدانمارك ببناء الشراكة في قطاع الصناعة التحويلية للمواد الغذائية، واصفا العلاقات الثنائية بين البلدين بالجيدة، ليدعو إلى تقاسم القيمة المضافة، في ظل ما وصفه بارتفاع حجم الصادرات بين البلدين منذ 2022 أي من الجزائر نحو الدانمارك والعكس. ولم يخف الوزير أنه خلال حديثه مع وزير الصحة عبد الحق سايحي، تطرقا إلى سبل الرفع من حجم التعاون وتوسيع الشراكة لتكون أكبر وأعمق مستقبلا. كما ركز على حرص الدانمارك في استثماراتها على استقطاب الكفاءات الجزائرية وتوظيف أكبر عدد من اليد العاملة والتوجه للتصدير بفضل الطاقات الجزائرية. وقالت مديرة مصنع بوفاريك، مليكة درغان إن الإنتاج في الوقت الراهن بلغ 12 مليون قلم أنسولين، وسيقفز خلال نهاية السنة إلى 18 مليون، ومن المقرر - في السنة المقبلة - تغطية الطلب بنسبة 100٪، لأنه حاليا يغطي نسبة 75٪ من الطلب المحلي، وقد تم بمصنع بوفاريك تصنيع جيل جديد من الأنسولين. وأوضحت المتحدثة، أنه بفضل ثقة السلطات، تمكن مصنع تيزي وزو من التصدير نحو ليبيا، وسيتم إطلاق عملية التصدير من مصنع بوفاريك نحو أسواق خارجية، من بينها السوق الإفريقية. بينما يتطلع في المرحلة المقبلة إلى الرفع من نسبة الإدماج، وترك أثر إيجابي في الاقتصاد الوطني وخلق القيمة المضافة والثروة ومناصب الشغل وتحويل التكنولوجيا. معدات رقمية وجودة عالمية ويعدّ مصنع بوفاريك الوحيد لإنتاج مادة الأنسولين في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط، وتم بناؤه من طرف شركة جزائرية، ويعمل بأحدث جيل من المعدات الرقمية، ويوفر نفس معايير الجودة العالمية المطلوبة في جميع مصانع «نوفو نورديسك» المنتشرة عبر جميع أنحاء العالم. وتعتبر شركة «نوفو نورديسك» شريكا تاريخيا للجزائر، وتصنف ضمن الشركات الأولى والرائدة في إنتاج الأنسولين، كونها تمتلك قاعدة صناعية مميزة ومتينة عبر موقعين للتصنيع المحلي في إطار تفعيل التصنيع المحلي للأدوية في كل من ولايتي البليدة وتيزي وزو. وسجل موقع التصنيع الكائن ببوفاريك، تقدما كبيرا حتى أنه تجاوز خطته الإنتاجية لعام 2023، مما ساعد على خفض فاتورة الاستيراد وخلق فرص العمل. وبالتالي، فإن أكثر من واحد من كل اثنين من المرضى الذين يتناولون الأنسولين سيستخدمون أنسولين «نوفو نورديسك» المنتج بالجزائر، مما يعزز الوصول إلى الدواء. صفر نفايات وتشغيل المواهب واستحدث موقع التصنيع المحلي بالبليدة، فرص عمل جديدة. فقد عزز تدريجيا خطته للتوظيف، وزاد عدد موظفي موقع التصنيع المحلي بالبليدة إلى ما يقرب 200 موظف، حتى إن جميع وظائف المصنع تشغلها مواهب جزائرية. وكجزء من استراتيجية «صفر نفايات في مدافن النفايات»، يقوم موقع التصنيع المحلي بالبليدة بمعالجة وإعادة تدوير نفايات الورق والبلاستيك والخشب، ستستفيد جمعية خيرية منها، على شكل تبرعات، من قيمة سنوية من النفايات المعاد تدويرها. وتعمل الشركة على التحرك نحو الطاقة الخضراء في العمليات الصناعية. للإشارة، تحتضن الجزائر، لأول مرة، اليوم وغدا، أشغال الدورة 20 لاجتماع وزراء خارجية إفريقيا- دول شمال أوروبا، تحت شعار ''إفريقيا- دول شمال أوروبا: تقوية الحوار على أسس القيم المشتركة''، بمشاركة حوالي عشرين وزير خارجية، بالإضافة إلى نواب وزراء ومسؤولين حكوميين كبار عن المجموعتين، إضافة إلى عديد الشخصيات التي ترأس هيئات مهمة تابعة للاتحاد الإفريقي.