أبرز صناع قرار ومسؤولو مؤسسات معنية بالمؤسسات الناشئة في إفريقيا، اليوم الثلاثاء بالعاصمة، أهمية المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة في تطوير الابتكار في القارة من خلال اعتماد مختلف القرارات التي من شأنها تحسين بيئة هذا القطاع. وفي مداخلته خلال الطبعة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، الذي تجري أشغاله من 5 الى 7 ديسمبر بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالعاصمة، أوضح الأمين التنفيذي لمجموعة ال77 بالأممالمتحدة، مراد احمية، أنه من خلال تنظيم هذا الحدث، "ستبرز الجزائر مرة أخرى دورها الفعال في ترقية التعاون والتضامن جنوب-جنوب". كما اعتبر السيد احمية أنه من شأن إعلان الجزائر حول تطوير المؤسسات الناشئة في إفريقيا، الذي تم اعتماده على هامش القمة ال36 للاتحاد الإفريقي، "تعزيز التعاون الافريقي في المجالات ذات الصلة بالمؤسسات الناشئة، كما يندرج في إطار الأهداف والمبادئ المسطرة ضمن أجندة التنمية في الجنوب". وإذ أكد أن المؤسسات الناشئة تشكل "جانب آخر من تعزيز القدرات في البلدان النامية"، ذكر السيد احمية أن قمة مجموعة ال77 المنعقدة يومي 15 و16 سبتمبر 2023 بهافانا (كوبا) قد أبرزت دور العلوم والتكنولوجيا والابتكار ومساهمتهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. من جهة أخرى، أكد أن التطرق الى اشكالية هجرة الأدمغة خلال هذا المؤتمر سيشكل "خطوة كبيرة نحو وضع آليات فعالة للحد من هذه الظاهرة"، معتبرا بهذا الخصوص أنه "بإمكان البلدان الإفريقية توحيد جهودها واستحداث منصة قارية من أجل تنسيق التدابير الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية بما فيها العمل والتنقل" لفائدة المواهب والمؤسسات الناشئة الإفريقية. وعشية انعقاد قمة الجنوب الثالثة لمجموعة ال77 بكمبالا (أوغندا) من 21 إلى 23 يناير 2024، أعرب المتحدث عن قناعته بأن "مخرجات هذا المؤتمر ستشكل لا محالة مساهمة معتبرة في المحادثات حول علاقات التعاون جنوب-جنوب". من جهته، أبرز مفوض الاتحاد الإفريقي للتربية والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، البروفيسور محمد بلحسين، أهمية هذا المؤتمر، مذكرا بهذه المناسبة بنتائج الاجتماع الوزاري المنظم السنة الفارطة خلال نفس الحدث مع إعداد إعلان الجزائر المصادق عليه من طرف قمة الاتحاد الإفريقي. وأكد أن هذا الإعلان "يمثل أداة دفع نحو تطوير المؤسسات الناشئة في ظل روح تعاون إفريقي وتنسيق ومواءمة السياسات الوطنية بما يسمح بحركية الشركات الناشئة واستمراريتها". =الاتحاد الإفريقي يعتزم إنشاء صندوق للمؤسسات الناشئة= كما تناول السيد بلحسين مسألة مصادر التمويل وأهميتها، مشيرا إلى الجهود الجارية من أجل إنشاء صندوق إفريقي للمؤسسات الناشئة، وذلك بمساعدة المؤسسات المالية الدولية لاسيما البنك الإفريقي للتنمية". من جهته، أكد نائب المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية، يوكو يوسوناغا، أن هذه المنظمة تولي "أهمية كبيرة" للمؤسسات الناشئة ودورها الحيوي في التنمية المستدامة وخلق فرص الشغل والابتكار. وأردف مبرزا أن منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية "تتمتع بالخبرة اللازمة لمرافقة ودعم الحكومات في إرساء سياساتها الرامية إلى تطوير المؤسسات الناشئة بإفريقيا وتسهيل ولوجها إلى الأسواق الجديدة". كما أشار السيد يوسوناغا إلى إطلاق التحالف من أجل الثورة الصناعية الرابعة في إفريقيا من طرف هذه المنظمة الأممية، معربا عن قناعته بأنه "بإمكان إفريقيا أن تصبح مصدرا كبيرا للابتكار". من جهتها، اغتنمت وزيرة تطوير المؤسسات الصغيرة الجنوب إفريقية، ستيلا ندابني أبراهامز، الفرصة لتشكر المنظمين على اختيار بلادها كضيف شرف لهذه الطبعة، مشيرة بالمناسبة إلى أهمية هذا المؤتمر. وأبرزت خلال كلمتها ضرورة تحسين الرقمنة والحصول على التمويل، مؤكدة على أهمية إنشاء صندوق إفريقي مخصص للمؤسسات الناشئة.