شارك آلاف المغاربة، أمس الجمعة، في مسيرات ووقفات إحتجاجية في عدة مدن بالمملكة بمناسبة "يوم الغضب"، تنديدا بتواصل مسلسل التطبيع المغربي مع الكيان الصهيوني وخيانة القضية الفلسطينية. و جاءت هذه الاحتجاجات بمناسبة الذكرى الثالثة ل"صفقة المقايضة" وتوقيع الاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة والكيان الصهيوني الذي أعاد تطبيع العلاقات بين الرباط والكيان المحتل, من أجل افتكاك نظام المخزن لاعتراف الرئيس الأمريكي السابق, دونالد ترامب, ب"سيادة" المغرب المزعومة على أراضي الصحراء الغربية المحتلة. و في خضم تضامن الشارع العربي وحتى الغربي غير المسبوق مع القضية الفلسطينية, يقوم الشارع المغربي هو الآخر منذ بداية العدوان الهمجي الصهيوني على قطاع غزة, بممارسة المزيد من الضغط على السلطات المخزنية لوقف كل أنواع التعامل مع الاحتلال الصهيوني, بدء بغلق ما يسمى "مكتب الاتصال الصهيوني" في الرباط. و نظمت أمس الجمعة حوالي 100 تظاهرة ب56 مدينة مغربية تحت شعار "مع فلسطين وضد التطبيع", لتجديد الرفض الشعبي لكل الاتفاقيات التطبيعية المشؤومة, وذلك ضمن فعاليات "جمعة الغضب ال11", حسب ما أفادت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة, الجهة المنظمة. و طالب المحتجون بإغلاق "مكتب الاتصال الصهيوني" وطرد الصهاينة والتراجع عن اتفاق التطبيع, كما طالبوا الدولة المغربية باتخاذ مواقف صريحة لدعم الفلسطينيين والتنديد بالحرب الصهيونية في حق غزة والتي خلفت أكثر من 20000 شهيد, أغلبهم من الأطفال والنساء. وفي العاصمة الرباط, طالب العديد من النشطاء في وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بإسقاط التطبيع وإلغاء كل الاتفاقيات الموقعة في هذا السياق و إغلاق "مكتب الاتصال الصهيوني". ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها: "الشعب المغربي يطالب بطرد مكتب الاتصال الإرهابي من الرباط وإلغاء كل اتفاقيات الشؤم التطبيعي" و "التطبيع جريمة وخيانة" و "الشعب يريد إسقاط التطبيع" و "الشعب يريد تجريم التطبيع", وغيرها من الشعارات المؤيدة للمقاومة الفلسطينية. كما أحرق المتظاهرون علم الكيان الصهيوني خلال الوقفة الاحتجاجية, ووقعوا عريضة تدعو إلى طرد ممثل "مكتب الاتصال الصهيوني" من الرباط وإلغاء كل اتفاقيات التطبيع. من جهته, قال الكاتب العام ل"مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين", عزيز هناوي, إن "الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان المغربي, تأتي في إطار الفعاليات المستمرة الداعمة للمقاومة الفلسطينية ضد العدوان الصهيوني الإجرامي, وأيضا في إطار اليوم الوطني لإسقاط التطبيع". و أضاف هناوي ان "مطلبنا اليوم هو وقف هذه المهزلة التي دفع فيها المغرب أثمانا باهظة مقابل لا شيء, فالعلاقة مع الكيان الإجرامي الإرهابي, الذي لا يمكن أن يصدر عنه أي خير, إلا القتل والإرهاب والدمار, و استهداف المستشفيات والمساجد والقدس والأقصى وقتل الآلاف من الأطفال والنساء, هي علاقة مرفوضة مبدئيا".