تكتظ ممرات المستشفيات في قطاع غزة, زيادة عن الجرحى الذين أصيبوا خلال العدوان الصهيوني, بالمرضى المصابين بشتى أنواع الأمراض الجلدية التي أصبحت تنتشر بشكل رهيب بين النازحين الغزويين خاصة الأطفال منهم والنساء الحوامل وكبار السن. و تزداد حدة هذه الأمراض الجلدية التي وصلت إلى حد تآكل الجلد وتورمه بشكل كبير لدى الأطفال, بسبب الاكتظاظ الذي خلفه النزوح من منطقة لأخرى بحثا عن مكان آمن والانتشار الكبير للقمامات ومياه الصرف الصحي بسبب تدمير البنى التحتية, ناهيك عن عدم توفر المياه الصالحة للشرب ومواد التنظيف التي يمنع جيش الاحتلال دخولها للقطاع. وكشف المتحدث باسم مستشفى "شهداء الأقصى", الدكتور خليل الدقران, في تصريح لوأج, عن "وجود العديد من الأمراض الجلدية التي تصيب النازحين, خاصة فئة الأطفال, وهي تنتشر بشكل غريب على جميع أطراف الجسم, وهذا النوع من الوباء لم يتم انتشاره على الإطلاق أو لم يصب أي أحد من المواطنين في قطاع غزة قبل العدوان". وأوضح الدقران أن هذا النوع من المرض الجلدي "هو معدي وبكتيري و أتى نتيجة مخلفات الانفجارات, كما أن جيش الاحتلال يستخدم بعض الأسلحة المحرمة دوليا, أو نتيجة انتشار الحشرات و الجرذان وعدم وجود النظافة بين السكان بسبب منع وصول مواد التنظيف ودخولها للقطاع". وأضاف ذات المسؤول أن "انتشار هذه الأمراض ازداد بشكل كبير بعد قيام جيش الاحتلال بتدمير البنية التحتية في قطاع غزة, وتراكم مياه الصرف الصحي والقمامة في الشوارع", مشيرا إلى أن هذا "يدخل في إطار سياسة الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش الصهيوني ضد المواطنين, فهو يقوم بقصفهم بالطائرات والصواريخ والقنابل وكذلك يستخدم سياسة انتشار الأمراض بتدمير مقومات الحياة". وأكد أن نزوح المواطنين من مكان لآخر في قطاع غزة وفي بعض الأحيان لأكثر من عشر مرات "فاقم الوضع وأدى إلى تفشي الفيروسات و الأمراض والأوبئة ومن بينها الأمراض الجلدية التي تفتك بأجسام الأطفال وتتسبب في أحيان كثيرة في تآكل البشرة وتسبب عدوى خطيرة جدا". وأفاد المتحدث باسم مستشفى "شهداء الأقصى" أنه أمام هذا الوضع الصحي الكارثي "لا تتوفر الأدوية بشكل كاف في قطاع غزة ولا حتى المعدات الطبية لمجابهة خطر الأمراض الجلدية الذي ينتشر بشكل كبير" كل يوم, مضيفا أنه "يتم تقديم بعض الإسعافات وعزل المرضى الذين تكون حالتهم الصحية خطرة لتفادي انتشار المرض, كما يتم تقديم نصائح للأهالي وإرشادات للتقليل من خطورة تفشي الفيروسات وذلك من خلال حثهم على غلي الماء قبل استخدامه في تنظيف الملابس أو تنظيف الأطفال, و ضرورة الابتعاد عن مياه الصرف الصحي و القمامة, لكن يبقى كل هذا صعب للغاية في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة". وفي هذا الصدد, دعا الدكتور الدقران إلى "ضرورة تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية للضغط على الاحتلال الصهيوني لفتح المعابر وإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية وتوفير المياه الصالحة للشرب و تشغيل محطات الصرف الصحي وإرسال الوقود لتشغيلها". ولفت الى أن الوضع كارثي بمعنى الكلمة في قطاع غزة, فيمعن جيش الاحتلال في قتل الأهالي بالصواريخ و يقتلهم أيضا بسياسة التجويع والتعطيش, كما يتعمد في انتشار الأمراض الفتاكة ليقضي على ما تبقى منهم.