يستمر توافد الناخبين على مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في إطار الانتخابات الرئاسية بوتيرة متصاعدة, حيث بلغت نسبة التصويت, إلى غاية الخامسة مساء من اليوم السبت, 45ر26 بالمائة داخل الوطن و31ر18 بالخارج. وقد قررت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات تمديد توقيت غلق مكاتب الاقتراع في كل الولايات إلى غاية الثامنة مساء, بناء على طلبات منسقي مندوبياتها الولائية. فمنذ الثامنة صباحا, تتواصل عملية الاقتراع الخاصة بالاستحقاق الرئاسي التي تعني أزيد من 24 مليون ناخب جزائري مدعوين لانتخاب رئيس للجمهورية لعهدة تمتد لخمس سنوات, حيث كانت نسبة المشاركة قد بلغت, إلى غاية الساعة الواحدة زوالا 11ر13 بالمائة داخل الوطن و 18ر16 بالمائة بالنسبة للجالية الوطنية بالخارج, بعد أن كانت 56 ر4 بالمائة على العاشرة صباحا. وفي هذا الصدد, وصف رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات, السيد محمد شرفي, النسبة الأولية للمشاركة ب"المعتبرة جدا". وكانت ذات الهيئة قد أفادت, في سياق ذي صلة, بأنه بإمكان الناخبين الذين لا يحوزون على بطاقة الناخب ممارسة حقهم الانتخابي, من خلال تقديم وثيقة إثبات هويتهم, كما أنه بإمكان الناخبين الذين ثبت عدم تقييد أسمائهم في قوائم التوقيع, التصويت على مستوى المكاتب المشار إليها في بطاقات الناخب التي بحوزتهم, حيث "تم إسداء التعليمات اللازمة لمنسقيها الولائيين للتكفل بهؤلاء الناخبين فورا''. من جهتهم, اعتبر القائمون على مداومات المترشحين الثلاثة, أن هذا الاقتراع يجري في "هدوء وفي ظروف حسنة, تسمح للناخب بالتعبير عن رغبته في اختيار رئيسه للمرحلة المقبلة", كما وصفوا الأجواء عموما ب"العادية, والتي ميزها إقبال هادئ للمواطنين على صناديق التصويت". وكان المترشحون الثلاثة لهذه الرئاسيات قد أدوا, في وقت سابق من نهار اليوم واجبهم الانتخابي. ويتعلق الأمر بمرشح جبهة القوى الاشتراكية, السيد يوسف أوشيش, المترشح الحر, السيد عبد المجيد تبون, و مرشح حركة مجتمع السلم, السيد عبد العالي حساني شريف. وفي تصريح للصحافة عقب الإدلاء بصوته, أكد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, أن المترشحين الثلاثة أعطوا "صورة مشرفة" عن الديمقراطية في الجزائر. وأضاف رئيس الجمهورية بالقول: "الداخل والخارج تابعنا ولاحظ أن الحملة الانتخابية كانت نظيفة جدا", معربا عن أمله في أن "يواصل الفائز في هذا الاستحقاق الانتخابي المشوار المصيري بالنسبة للدولة الجزائرية وللشعب الجزائري, من أجل الوصول إلى نقطة اللارجوع في التنمية الاقتصادية وفي بناء ديمقراطية حقيقية, ديمقراطية حقوق المواطن وليس ديمقراطية الشعارات''. من جهته, دعا السيد أوشيش المواطنين إلى "التصويت بقوة والخروج نهائيا من ثقافة العزوف, من أجل صناعة مستقبلنا بأنفسنا", مثلما صرح. كما حث المواطنين على اختيار "مشروع التغيير وإعادة بعث الأمل والثقة", لافتا إلى أن برنامجه الانتخابي "رؤية للغد" يعد "مشروعا طموحا يكرس التغيير ويؤسس لمنظومة حكم قائمة على السيادة الشعبية وعلى المصلحة العليا الوطن". بدوره, أكد السيد حساني شريف أن الشعب الجزائري أمام استحقاق رئاسي "هام وحاسم" بالنسبة لمستقبل البلاد, معربا عن "ثقته" في اختيار الشعب و"إرادته الحرة في الرقي بالجزائر والحفاظ على أمنها واستقرارها", ليتابع بأنه خاض تجربة هذا المسار الانتخابي "بكل مسؤولية تجاه الوطن والشعب والقيم السياسية التي تؤمن بها الحركة والمبنية على الحرية والديمقراطية والتعددية والشفافية".