أكد الكاتب العراقي، مثنى عبد الله، أن فرنسا غلبت المصالح على حساب المبادئ في موقفها الأخير من قضية الصحراء الغربية، بالاعتراف للمملكة ب "سيادتها" المزعومة على هذا الإقليم. وفي مقال له نشر على الموقع الإخباري لصحيفة "القدس العربي", تحت عنوان " فرنسا والصحراء الغربية: المصالح قبل المبادئ؟", تحدث مثنى عبد الله، عن أسباب القرار الفرنسي، بخصوص القضية الصحراوية في هذا الوقت بالذات، والهدف من هذا الموقف الذي يصب في المصلحة الفرنسية الخالصة أولا، خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب نهاية الشهر الماضي. وأوضح الكاتب، أن ومصالح فرنسا مع المغرب قديمة ومعروفة، فهناك قطاعات وميادين في المغرب مبرمجة لصالح فرنسا منذ بدء العلاقات الاقتصادية بين البلدين قبل عقود طويلة من الزمن، وقال في هذا الإطار: "هي اليوم بصدد الدخول إلى قطاعات الطاقات البديلة، وصناعة الطائرات والسيارات والسكك الحديد، إضافة إلى استثمارات فرنسية تم التوقيع عليها تشمل ولايات الصحراء الغربية (المحتلة) تحديدا". وأكد الكاتب، أنه رغم تصريحات ماكرون وتأكيدات الرباط بأن القضية محسومة بعد موقف باريس، فإن الاعتراف الفرنسي شكلي ولا تأثير له على موقف الأممالمتحدة، التي ستستمر في مناقشة هذا الملف. ويرى ذات الكاتب، أن "الانعطافة الأخيرة في الموقف الفرنسي من مسألة الصحراء الغربية لا يمكن إبعادها عما جرى في القارة الإفريقية مؤخرا، حيث خسرت باريس مكانتها المعهودة في هذه القارة بعد أن تم طردها من عدة دول إفريقية", وهي اليوم - يضيف - "تحاول بشتى الطرق تقوية وتمتين علاقاتها مع بقية الدول في القارة، وتذليل العقبات وتحسين العلاقات أملا في العودة، أو في أقل الأحوال تعزيز مواطئ أقدامها في الدول الباقية (...)". وخلص الكاتب العراقي إلى أنه و "مع كل ما تقدم تبقى هنالك أسئلة مثارة منها، كيف يمكن لفرنسا التي لطالما اعتزت بالقانون الدولي, وكانت أحد المؤسسين لهذا القانون, أن ترمي الحكم الذي أصدرته المحكمة الاستشارية الأوروبية عرض الحائط, والذي ينص على أنه لا يحق للدول الأوروبية القيام باستثمارات في الصحراء الغربية من دون موافقة الصحراويين، باعتبار أن المنطقة ما زالت في حالة نزاع؟(..)".