توالت اليوم الخميس ردود الفعل المرحبة بالإعلان عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) والكيان الصهيوني لينهي فصلا داميا من العدوان الهمجي بقطاع غزة الذي أوقع الاف الشهداء والجرحى والمفقودين, وسط دعوات إلى التنفيذ الكامل لمضمونه بما يسمح بتحسين الاوضاع الانسانية و تحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة. وينتظر أن يدخل الاتفاق المعلن حيز التنفيذ الأحد المقبل, على أن يتم على ثلاث مراحل تشمل وقف اطلاق النار و البدء في انسحاب تدريجي للقوات الصهيونية و عودة النازحين الى ديارهم, قبل البدء في مرحلة تبادل الاسرى والمحتجزين. و أعربت الجزائر عن ارتياحها إثر الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة, مؤكدة على "ضرورة تجسيد هذا الاتفاق في مختلف مضامينه وأبعاده لا سيما تلك المتعلقة بتفعيل الوقف الشامل والدائم لإطلاق النار ورفع كافة القيود المفروضة على جهود الإغاثة الإنسانية الموجهة للشعب الفلسطيني, وكذا انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من أراضيه". و عبر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, عن أمله في أن يسهم الإعلان عن إنهاء "العدوان والتدمير والقتل في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة", والبدء في مرحلة جديدة لا يجري فيها تهميش "هذه القضية العادلة". كما دعت جنوب أفريقيا إلى أن يكون وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين حركة "حماس" و الكيان الصهيوني بعد 15 شهرا من الابادة المتواصلة, هو "الأساس لسلام عادل يشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة". و أعرب لبنان على "ضرورة تثبيت هذا الاتفاق والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية اللازمة إلى القطاع بشكل فوري, على أن يتوج بجهود دولية إضافية وفاعلة" للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ,استنادا إلى مبادرة السلام العربية وحل الدولتين بما يضمن أمن واستقرار المنطقة". و شدد الاردن على "ضرورة إطلاق تحرك دولي فوري لإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لمواجهة الكارثة الإنسانية التي سببها العدوان الصهيوني على غزة وإطلاق جهد حقيقي لإعادة إعمار غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والبناء على الاتفاق المعلن لإيجاد آفاق حقيقية للتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه كل من الكويت و سلطة عمان وتركيا,مثمنة أهمية الاتفاق في "إنهاء الاعتداءات الصهيونية المستمرة في حق الشعب الفلسطيني و وضع حد لمعاناته و السماح بإيصال المساعدات الإنسانية دون تأخير وبشكل مستمر". أوروبيا, دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى تنفيذ الاتفاق ب"حذافيره", معتبرة أنه "خطوة أولى نحو الاستقرار الدائم وحل النزاع دبلوماسيا",بينما وصفت رئيسة البرلمان الأوروبي ,روبرتا ميتسولا , الاتفاق بأنه "فرصة لإحداث تحول إيجابي نحو السلام المستدام". واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتز, أن الاتفاق "يمهد الطريق لإنهاء دائم للحرب وتحسين الوضع الإنساني في غزة", مشددا على "ضرورة تنفيذه بدقة", فيما اعتبرت اسبانيا أن الاتفاق يشكل "خطوة لا غنى عنها" لتحقيق حل الدولتين والسلام العادل وفقا للقانون الدولي". و اعربت بريطانيا عن ارتياحها للتوصل الى هذا الاتفاق و أهميته في ايصال في المساعدات الإنسانية لإنهاء معاناة المدنيين في غزة", فيما دعت ايطاليا إلى "مزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة". و في ذات الاتجاه, أعربت ايرلندا عن أملها بأن "يوافق الكيان الصهيوني رسميا على الاتفاق لضمان تنفيذه", بينما وصفته كل من النرويج والسويد بأنه "تطور إيجابي" و "فرصة تخفيف معاناة" المدنيين في غزة ,ودعتا الأطراف إلى الالتزام بكل بنوده. من جهتها, رحبت الصين بالاتفاق المعلن, معربة عن أملها في التوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار من خلال التنفيذ "الفعال" ببنوده. ووصفت اليابان الاتفاق المعلن بأنه "خطوة مهمة" لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة وإعادة الهدوء إلى المنطقة و يجب تنفيذه بثبات وإخلاص", مؤكدة أنها "ستبذل جهودا دبلوماسية للمساعدة في حل الصراع وتعزيز السلام والاستقرار على المدى الطويل في الشرق الأوسط". اتفاق وقف اطلاق النار: دعوة الى حماية المدنيين وادخال المساعدات الانسانية أما على مستوى المنظمات الاقليمية و الدولية, فأعربت منظمة التعاون الإسلامي عن أملها في أن يؤدي الاتفاق إلى "تحقيق وقف دائم وشامل للعدوان الصهيوني وعودة النازحين الى منازلهم وانسحاب قوات الاحتلال وتوفير المساعدات الإنسانية بشكل كاف ودون عوائق إلى جميع أنحاء قطاع غزة, مع اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لتنفيذ قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية". كما أعربت "رابطة العالم الإسلامي" عن تطلعها الى"انهاء المأساة الإنسانية المروعة التي يعانيها القطاع بكل ما تعنيه همجية العدوان من أوصاف كارثية", فيما اعتبر البرلمان العربي أن إعلان الاتفاق "خطوة مهمة" نحو انهاء حرب الإبادة الصهيونية, مشددا على ضرورة احترام القوانين الدولية الإنسانية وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في قطاع غزة. ورحبت جامعة الدول العربية باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة, داعية الى وقف الحرب الصهيونية بشكل "كامل ونهائي" مع الالتزام الدقيق بتنفيذ بنوده في جميع المراحل بما يفضي إلى انسحاب صهيوني كامل من القطاع وحتى حدود الرابع من يونيو 1967". و أكد مفوض "أونروا" ,فيليب لازاريني, على"أهمية إدخال المساعدات الإنسانية بسرعة ومن دون عراقيل إلى غزة لضمان تلبية احتياجات السكان", فيما أكدت رئيسة "اللجنة الدولية للصليب الأحمر", ميريانا سبولياريتش, استعداد المنظمة ل"تسهيل تنفيذ الاتفاق وتبادل السجناء, فضلا عن تعزيز استجابتها الإنسانية في القطاع". من جهتها, أعربت سيندي مكين, المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي, عن أملها في أن يكون وقف إطلاق النار هو"بداية جديدة", قائلة :" نعول على الأطراف في الوفاء بالتزاماتها في حماية أرواح المدنيين وإعطاء الأولوية لاحتياجاتهم", مشددة على "الحاجة إلى فتح جميع المعابر الحدودية لنقل المساعدات بأمان إلى المحتاجين في جميع أنحاء غزة".