يواصل نظام المخزن ممارساته القمعية الممنهجة من تضييق ومصادرة الحريات وخنق الأصوات المعارضة لسياسته, موظفا في سبيل ذلك القضاء ل"فبركة" التهم و"حبك" المحاكمات الصورية في حق مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني على حد سواء, حيث تم اعتقال الناشط والمدون وعضو جماعة "العدل و الإحسان", رضوان القسطيط, الذي سيمثل يوم غد الاثنين أمام المحكمة, على خلفية مواقفه الداعمة لفلسطين. وأكدت جماعة "العدل والاحسان" -في بيان- اليوم الأحد أن "قوات الأمن المغربية اعتقلت القسطيط بتاريخ 5 فبراير بمدينة طنجة و اقتادته الى مقر الشرطة القضائية بالدار البيضاء (...) وسيمثل رضوان القسطيط يوم غد الاثنين امام المحكمة الابتدائية بمدينة طنجة, على خلفية تدويناته الداعمة و المناصرة للقضية الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي". ونددت ذات الجماعة باعتقال الناشط القسطيط ووصفته ب"السياسي الرامي إلى ضرب حرية التعبير وتكميم الأفواه", مطالبة بإطلاق سراحه "فورا". من جهته, أعرب الفضاء المغربي لحقوق الانسان عن قلقه البالغ من "استمرار التضييق على حرية الرأي والتعبير من خلال اعتقال ومتابعة الصحفيين والمدونين ومناهضي التطبيع ونشطاء الحركات الاجتماعية مثل رضوان القسطيط." و أكد الفضاء المغربي استمراره في "دعم ونصرة الفلسطينيين لتحرير الأرض ودحر المحتل", مطالبا السلطات المغربية ب"وقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني, وتقديم كل الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني تجاوبا مع نبض الشعب المغربي المناهض للتطبيع والمنتصر لعدالة القضية الفلسطينية". ودعا ذات المصدر, السلطات المخزنية إلى "الإفراج على كل المعتقلين السياسيين, من أجل تحقيق انفراج سياسي وتخفيف الاحتقان الاجتماعي, يصاحبه الكف عن التضييق والخنق الممارس على نشطاء الرأي والمدافعين عن الحقوق والحريات". كما شجب "تفاقم حملات التشهير والمس بالحياة الخاصة التي تطال نشطاء الرأي وعائلاتهم, في مخالفة لكل القوانين الوطنية والمواثيق الدولية, وكل ذلك على خلفية اصطفافهم إلى جانب القضايا العادلة لأبناء وطنهم وبسبب انتقاداتهم السلمية للسياسات العامة للبلد", مناشدا كل القوى الحية, وكذا الهيئات الحقوقية والمدنية للتكتل "من أجل التصدي للتغول السلطوي". ولقى رضوان القسطيط تضامنا واسعا من قبل مناهضي التطبيع و أحرار المغرب الذين نددوا باعتقاله و طالبوا في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "اطلقوا سراح رضوان القسطيط.. لا لتكميم الافواه", بالإفراج عنه فورا. وفي السياق, أكد الناشط الحقوقي والسياسي المغربي حسان بناجح في منشور له, أن اعتقال رضوان القسطيط هو "انتقام من دوره البارز في مناهضة التطبيع بمبادراته النوعية". من جهتها, استنكرت المدونة والمعتقلة السياسية السابقة سعيدة العلمي, إمعان السلطات المخزنية في ملاحقة الحقوقيين ومناهضي التطبيع, في وقت يصول ويجول فيه المجرمون الحقيقيون, قائلة : "الناشط رضوان القسطيط في حالة اعتقال ومن ينهب البلاد و يغرقها في الديون والهشاشة حر طليق", مردفة : "كل التضامن مع ضحايا السادية والبطش.. سينقلب السحر على الساحر". بدوره, أدان المعتقل السياسي السابق نور الدين العواج في منشور له, استمرار النظام المخزني القمعي في شن حملته المسعورة بالاعتقالات التعسفية في حق الأصوات الحرة في كامل ربوع البلاد, داعيا إلى خلق "جبهة وطنية شعبية سياسية حقوقية" ضد الاعتقالات التعسفية ل"وقف الآلة القمعية المتسلطة على احرار البلاد". من جهته, كتب المدون والحقوقي عماد الكوفي في منشور له : "رضوان القسطيط مكانه الحقيقي بين أصدقائه و عائلته و لم يفعل جرما يستحق عليه السجن ", متسائلا : "هل التعبير عن الرأي و استنكار التطبيع والتضامن مع فلسطين ونصرة القضايا الإنسانية العادلة اصبح جريمة؟".