النعامة أعلن رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني, نور الدين بن براهم, اليوم الأحد بالنعامة بأن المرصد أطلق برنامج تكويني يشتمل على تنظيم دورات تدريبية ستمس أكثر من 1200 جمعية في مختلف التخصصات على المستوى الوطني خلال السنة الجارية. وذكر السيد بن براهم خلال إشرافه على إفتتاح أشغال ملتقى وطني حول "الإستثمار وتنمية المناطق الرطبة - آفاق واعدة" بأن الإستجابة للرفع من قدرات تكوين وتدريب الجمعيات تتم عبر سلسلة من الدورات يؤطرها مختصون و خبراء وستشمل ما لا يقل عن 200 جمعية في كل ولاية. وأوضح أن ذلك من شأنه تمكين فعاليات المجتمع المدني من التحكم في التسيير و جانب تمويل البرامج و ترقية نشاطها و تعزيز دورها التشاركي و مرافقتها لجهود الدولة في مختلف المجالات على المستوى المحلي و الوطني و الدولي. وأبرز رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني أهمية تفعيل دور الجمعيات البيئية في إقتراح مشاريع للحفاظ على المناطق الرطبة و الإستغلال الأمثل لمكوناتها الإيكولوجية و الرفع من مستوى الوعي داخل المجتمع حول التنوع البيئي لهذه المناطق و تحويلها إلى محطات للزيارات البيداغوجية و محل إهتمام للخبراء والأخصائيين من داخل و خارج الجزائر. وركز المشاركون في هذا اللقاء الذي نظمته الشبكة الجزائرية لحماية البيئة والتغيرات المناخية التابعة للمرصد الوطني للمجتمع المدني بالتعاون مع مصالح ولاية النعامة على أهمية صون المناطق الرطبة و إستغلالها العقلاني من خلال مشاركة كافة القطاعات و الجماعات المحلية و كذا المجتمع المدني كقوة إقتراح. وأشار والي النعامة لوناس بوزقزة في كلمة خلال اللقاء الذي عرف مشاركة باحثين جامعيين و ممثلي محافظة الغابات بالولاية و عدة قطاعات و أعضاء جمعيات بيئية من النعامة و قسنطينة و الأغواط و الجلفة و بشار إلى أهمية تثمين الفوائد التي لا تحصى للمناطق الرطبة كفضاءات مخصصة للأنشطة الترفيهية و الراحة معتبرا أن نحو 50 منطقة رطبة مصنفة في الجزائر في إطار إتفاقية رامسار الدولية من شأنها أن يكون لها "وقعها القوي على التنمية الإقتصادية للوطن". ودعا رئيس الشبكة الجزائرية لحماية البيئة و التغيرات المناخية, مساعد عبد الرزاق من جهته إلى تقييم الوضع الراهن بالمناطق الرطبة و استعراض التحديات التي تواجهها كظاهرتي الجفاف و الفيضانات و التلوث و النمو الديموغرافي مشددا على ضرورة مساهمة مختلف الفاعلين المعنيين و الجمعيات البيئية و المستثمرين في إعداد برامج و أنشطة مدمجة لتثمين تلك الموارد الطبيعية مع الأخذ بعين الإعتبار خلق التوازن بين التنمية الإقتصادية و حماية النظم البيئية الهشة. وإستعرض رئيس جمعية حماية و ترقية البيئية لولاية النعامة بن دحو أحمد في مداخلته الدور الحيوي الذي تؤديه المناطق الرطبة في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي إلى جانب توفرها على إمكانيات كبيرة لترقية السياحة البيئية و الزراعة بالأحواض المائية و تربية المائيات ما يجعلها رافدا مهما للتحقيق التنمية المستدامة. وتم بالمناسبة عرض نموذج لمشروع متكامل لتثمين المنطقة الرطبة "الروداسة" ببلدية مشرية بولاية النعامة الذي يقترح إنشاء بحيرة إصطناعية بمساهمة قطاعات محلية و مؤسسات إقتصادية و جمعيات من خلال تحويل جزء من المياه المصفاة بمحطة معالجة المياه المستعملة "عقلة السندان" بمشرية إلى هذه المنطقة الرطبة لتصبح ملجأ للطيور المهاجرة والماكثة ومحطة للجرد و الملاحظة و إجراء بحوث علمية بالتنسيق مع محافظة الغابات و كذا للإستثمار في إنشاء منتزه سياحي وأحواض لإستزراع الأسماك وغيرها . وقدم المشاركون في هذا الملتقى مقترحات الجمعيات البيئية متعلقة بكيفية إستغلال هذه الثروات البيئية في خلق إستثمارات و أنشطة إقتصادية و فلاحية وسياحية منتجة و كذا دور المواطن في الحفاظ على المناطق الرطبة لتحقيق تنمية مستدامة.