تم سهرة الثلاثاء إلى الأربعاء بأوبرا الجزائر "بوعلام بسايح" بالجزائر العاصمة, عرض الفيلم الروائي الطويل "زيغود يوسف", وهو عمل تاريخي يتناول مسار نضال وكفاح الشهيد زيغود يوسف (1921- 1956) من إخراج مؤنس خمار عن سيناريو لاحسن تليلاني. وتم عرض هذا الفيلم, الذي دام ساعتين ونصف, بحضور كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني, إبراهيم بوغالي, ومستشاري رئيس الجمهورية, المكلف بالشؤون السياسية والعلاقات مع الشباب والمجتمع المدني والأحزاب السياسية, محمد شفيق مصباح, والمكلف بالتجارة والتموين والمراقبة والاستيراد والتصدير, كمال رزيق, وكذا أعضاء من الحكومة بينهم وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة, ووزير الثقافة والفنون, زهير بللو, وعدة شخصيات ثورية وثقافية. وفي كلمة على هامش العرض, أشار السيد ربيقة إلى أن هذا الفيلم, المنتج من طرف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق, "يروي مسيرة بطل من أبطال الثورة التحريرية المجيدة وقائد الولاية التاريخية الثانية, الشهيد زيغود يوسف, ويجسد مرحلة حاسمة من تاريخ الثورة المظفرة", مردفا بأن هذا العمل هو "تكريس لمقاربة تعتمدها الوزارة تأتي تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, فيما يخص العناية بالذاكرة الوطنية وذاكرة الشهداء الأبرار والعرفان بما قدموه من تضحيات من أجل الوطن". وأكد الوزير, من جهة أخرى, بأن قطاعه سيواصل إنتاج أعمال سينمائية تاريخية أخرى حول الثورة التحريرية, وأنه "سيتم العمل على الترويج لها, سواء تلك التي أنتجتها وزارة المجاهدين وذوي الحقوق أو وزارة الثقافة والفنون وباقي النشطين في المجال, على المستوى الإقليمي والعالمي, وهذا للترويج للقيم التي أنتجتها الثورة التحريرية ورموزها". ولدى تطرقه لفيلم الأمير عبد القادر, أضاف السيد ربيقة بأنه "يحضى بأهمية قصوى واهتمام خاص من طرف السيد رئيس الجمهورية الذي أراد له أن يكون فيلما بمعايير ومقاييس عالمية تليق بهذه الشخصية الفذة, لذلك فهو يأخذ من الوقت ما يأخذ", لافتا إلى أن قطاعه "سيساند وزارة الثقافة والفنون المكلفة بإنتاج الفيلم" و"سيكرس كل طاقاته وإمكانياته لتجسيده بأبعاده العالمية, حيث أنه "يتناول شخصية عالمية متعددة الأبعاد في زواياها الإنسانية والقيادية والفقهية والعسكرية وغيرها". ويروي فيلم "زيغود يوسف" حياة وكفاح ونضال الشهيد زيغود يوسف, وهو أحد كبار رجالات الثورة التحريرية, منذ انخراطه في صفوف حزب الشعب الجزائري والحركة الوطنية وإلى غاية انضمامه للثورة التحريرية, كما يتطرق لسلسلة من الأحداث والمحطات الهامة التي ميزت مسيرة هذا البطل, على غرار مشاركته في اجتماع ال22 التاريخي ودوره الحاسم في توسيع رقعة الثورة في الشمال القسنطيني, بالإضافة إلى تنظيم هجومات الشمال القسنطيني في 20 أغسطس 1955, وهذا إلى غاية استشهاده في 23 سبتمبر 1956 بمنطقة سيدي مزغيش بسكيكدة. ويتضمن هذا الفيلم أيضا العديد من أحداث الثورة التحريرية بالشرق الجزائري, كما يصور بطولات رفقاء الشهيد, والذين من بينهم لخضر بن طوبال وعلي كافي وعمار بن عودة وديدوش مراد, كما يبرز جوانب من حياة الشهيد زيغود يوسف العائلية منذ ميلاده بقرية سمندو بالشمال القسنطيني. وشارك في بطولة هذا العمل العديد من الممثلين ضمنهم علي ناموس في دور الشهيد زيغود يوسف, بينما وضع الموسيقى التصويرية صافي بوتلة, وفي هذا الإطار, أشار المخرج مؤنس خمار ل/وأج أن " إنتاج الفيلم وتجسيده استغرق سنتين وتم تصوير مشاهده في كل من قسنطينة وسكيكدة وميلة", مردفا بأنه تم تقديم عرضه الشرفي الأول شهر فبراير الماضي بقسنطينة وذلك بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد, حيث ارتأت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق عرضه في هذه المناسبة التاريخية الهامة". وتم في ختام العرض تكريم الطاقم الفني والتقني للفيلم.