اقتحم مئات المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى في ذكرى ما يسمى «خراب الهيكل» المزعوم. وقال شهود عيان في تصريحات لوسائل اعلام إن «ما يزيد على 400 مستوطن اقتحموا باحاته حتى الان وأن الاحتلال الإسرائيلي حول المسجد الأقصى لثكنة عسكرية ومنع المصلين من دخوله منذ ساعات الصباح الأولى». وقعت مناوشات بين المستوطنين والمواطنين عند باب المجلس امام عدد من القوات الخاصة الإسرائيلية التي هاجمت المعترضين من الفلسطينيين. وكان المستوطنون قد دعوا لاقتحام الأقصى اليوم بمناسبة ما يسمى ذكرى «خراب الهيكل» المزعوم في 9 أوت الجاري الذي يصادف اليوم الاول من أوت في ما يسمى بالديانة اليهودية. شرع المستوطنون في الوصول إلى القدس القديمة بمسيرات متعددة صاحبتها أعمال عربدة بدعم من قوات الاحتلال وصولا إلى باحة «البراق». يذكر ان منظمات «الهيكل» المزعوم كانت قد أعلنت عن تنظيم مسيرة حاشدة تنطلق من أحد أبواب البلدة القديمة (الباب الجديد) وتطوف حول أبواب القدس القديمة كما دعت إلى المشاركة الواسعة في اقتحامات اليوم للمسجد الأقصى. أغلقت شرطة الاحتلال عدة شوارع في القدسالمحتلة لتسهيل وصول المستوطنين إلى البلدة القديمة باتجاه باحة «البراق» في الوقت الذي عززت فيه انتشارها في المدينة خاصة في وسطها وفي البلدة القديمة وشددت من إجراءاتها القمعية بحق المواطنين المقدسيين في المدينة المقدسة. اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إن الاقتحامات المتوالية لباحات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين الإسرائيليين بدعم من شرطة الاحتلال «امتداد للتطرف الصهيوني ودعوة عدائية صريحة لاستباحة حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدسالمحتلة». حذرت الحركة في بيان صدر عن المكتب الإعلامي في التعبئة والتنظيم، أمس، حكومة الاحتلال من تداعيات الاستمرار في حراسة وتشجيع المستوطنين لمواصلة الاقتحامات، ما يعني «تأكيد النوايا الإسرائيلية لسياسة التصعيد وتكريس مشاريع التقسيم الزمانية والمكانية للمسجد الأقصى وكشف حقيقي لمخطط احتلالي يقضي بجر الصراع من سياسي إلى صراع ديني من خلال تكثيف الاقتحامات ووضعها في طابع ديني يهودي داخل المدينة المقدسة». حملت حركة «فتح» الحكومة الإسرائيلية المسؤولية «الكاملة» باعتبارها «القوة المحتلة»» عن تداعيات ونتائج ما يترتب من غضب فلسطيني شعبي أمام ما يجري في المسجد الأقصى من انتهاكات تمس المكانة الدينية والروحية والتاريخية للقدس المحتلة.