ظهرت توجهات جديدة في تصور الهوية و الانتماء السياسي لدي الجالية العربية بالولاياتالمتحدة في سياق المستجدات السياسية المتتالية منذ11 سبتمبر 2001 و تصاعد الموجة المعادية للإسلام في البلدان الغربية. و أشارت نتائج سبر الآراء الذي تم انجازه من قبل المعهد العربي الأمريكي و زوغبي انترناشيونال لدى هذه الجالية إلى أن 62 بالمائة من العرب المقيمين بالولاياتالمتحدة يعتبرون أنفسهم "عربا أمريكيين" بدلا من مجرد "أمريكيين" مقابل 51 بالمائة في التسعينات فيما 19 بالمائة منهم يبرزون انتمائهم الى بلدهم الاصلي فقط و 12 بالمائة يشيرون الى الانتماءات الثلاث :عربي و أمريكي و البلد الأصلي. و كشف سبر الأراء هذا ان 41 بالمئة من العرب الأمريكيين تعرضوا الى التمييز العنصري و أعرب 37 بالمئة منهم عن انشغالهم أمام هذا التمييز حيث ان معظمهم عرب مسلمون. و بخصوص التوجهات السياسية للجالية العربية بالولاياتالمتحدة فقد لوحظ تغير في الانتماء السياسي لفائدة الحزب الديمقراطي بحيث 50 بالمائة من العرب الأمريكيين ينتمون الى هذا الحزب مقابل 40 بالمئة سنة 2000 و 25 بالمئة منهم منخرطون في الحزب الجمهوري مقابل 38 بالمئة سنة 2000 و 32 بالمائة ينتمون الى حزب الأحرار مقابل 28 بالمائة سنة 2000. و في ردهم عن سؤال حول اختياراتهم خلال الانتخابات الرئاسية في 2008 أشار67 بالمائة منهم أنهم صوتوا لصالح الرئيس باراك اوباما و 21 بالمائة لصالح جون ماك كاين. و عن الحزب الذي يريدون أن يسيطر على مجلس الشيوخ بعد انتخابات نصف العهدة المقررة في شهر نوفمبر المقبل اختار 48 بالمئة (59 بالمئة منهم عرب مسلمين) الحزب الديمقراطي فيما اختار 24 بالمئة (13 بالمئة منهم مسلمون) الحزب الجمهوري. و ردا عن سؤال حول المشاكل التي تعتبرها ذات اولوية و التي يجدر بإدارة أوباما تسويتها ذكرت الجالية العربية-الأمريكية الشغل و الوضع الاقتصادي بالدرجة الأولى يليها ملف العراق و السلم في الشرق الأوسط و السياسة الخارجية. و عن سؤال حول ما إذا كانوا مرتاحين أمام الجهود التي يبذلها أوباما من أجل تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أعرب 29 بالمئة من أفراد الجالية العربية الأمريكية عن عدم ارتياحهم فيما أبدى 24 بالمئة ارتياحهم بينما يظن 44 بالمئة منهم أنه من السابق لاوانه إبداء آراء في هذا الموضوع. و بخصوص الجهود التي باشرها رئيس البيت الأبيض في سياسته الرامية لتقريب العالم العربي و الإسلامي أعرب 42 بالمائة منهم عن ارتياحهم (من بينهم 50 بالمائة من المسلمين) بينما رأى 34 بالمائة أنه من المبكر الرد على هذا السؤال. و تشير عملية سبر الآراء إلى أن 32 بالمائة من العرب المنتمين إلى الحزب الديمقراطي ملسمون مقابل 42 بالمائة بالنسبة للحزب الجمهوري و 27 بالمائة بالنسبة للأحرار فيما يعد الباقون من العرب الكاثوليكيين أو البروتستانتيين. في تعليقه على نتائج عملية سبر الآراء هذه أوضح رئيس المعهد العربي الأمريكي السيد جون زغبي (لبناني-أمريكي) أنه في الظرف الحالي الذي يميزه الجدل القائم حول إنشاء مركز إسلامي بنيويورك "من الواضح أن صناع القرار الأمريكيين في حاجة إلى تحسين محتوى الخطابات حول مواطنيهم من الرعايا العرب الأمريكيين و الأمريكيين المسلمين مضيفا أن هؤلاء المواطنين هم أيضا ناخبون و هذا الفصل المخزي حول مستقبل مسجد نيويورك سيكون له أثر على خيارات الناخبين العرب خلال الانتخابات التشريعية المقررة في نوفمبر المقبل". و حسب المعطيات التي قدمها المعهد فان الولاياتالمتحدة تعد أكثر من 5ر3 مليون عربي أغلبهم (62 بالمئة) من الشرق الأوسط (لبنان و سوريا و فلسطين و الأردن) و كذا دول المغرب العربي (الجزائر و المغرب و تونس) بالإضافة إلى اليمن و العراق. ويعيش أغلب السكان من أصل عربي في كاليفورنيا و الميشغان و نيوجرزي ونيويورك.