دعا المؤتمر الرابع لوزراء البيئة الذي أنهى أعماله يوم الأربعاء بمدينة الحمامات التونسية، إلى حتمية مضاعفة الجهود الرامية إلى حماية البيئة وتجسيد التنمية المستدامة في العالم الإسلامي. كما دعا المؤتمر إلى التعجيل بإقامة المرصد الإقليمي للإنذار المبكر للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية بالتنسيق مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وإنشاء المجلس الإسلامي للمياه كمؤسسة علمية مرجعية استشارية تختص بدراسة واقع مصادر المياه وإقامة نظام معلوماتي بشأنها وتوظيف التكنولوجيات الحديثة في تعبئتها. وبخصوص حماية البيئة والتنمية المستدامة ومواجهة التحديات البيئية لاسيما التغيرات المناخية وانعكاساتها على التنمية في البلدان الإسلامية شدد المؤتمر على اهمية انخراط الدول الإسلامية في الجهود الدولية المبذولة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري وتكثيف مشاركة الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمات المجتمع المدني في مؤتمر لاتفاقية الدولية حول التغيرات المناخية (كانكون المكسيك 2010). وطالب المؤتمر في بيانه الختامي بضرورة التعجيل في إرساء آلية تنسيقية خاصة بالبلدان الإسلامية لتعزيز البرامج المحلية في مقاومة التصحر ودعم تبادل التجارب والخبرات لمواجهة انعكاسات ظاهرة التصحر والجفاف وزحف الرمال والاستفادة من صناديق التكيف مع التغيرات المناخية وآليات التنمية النظيفة استنادا إلى برنامج العمل الإسلامي ذي الصلة. وحث البيان الدول الأعضاء على تكثيف التظاهرات الوطنية والدولية لإحياء السنة الدولية للشباب داعيا رئيس المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء البيئة إلى عرض "نداء تونس حول الشباب والتنوع البيولوجي" على مختلف الهيئات الأممية لاعتماده خاصة على المؤتمر العاشر للاتفاقية الأممية للتنوع البيولوجي المقرر عقده في اليابان. وحول التنوع البيولوجي اعرب المؤتمرون عن "قلقهم الكبير" بشأن التدهور "المتفاقم" الذي ماانفك يلحق بالتنوع البيولوجي حيث ان التقديرات تشير إلى ارتفاع وتيرة انقراض الاصناف والأنواع بنسبة الف مرة عن المعدل الطبيعي وهو ما يشكل ظاهرة من شأنها أن تحد من قدرة الأرض على ضمان استدامة مواردها. لذا جدد المشاركون في المؤتمر الالتزام ببذل كل الجهود من أجل التنفيذ الفعلي للخطة الاستراتيجية الجديدة لاتفاقية الأممالمتحدة حول التنوع البيولوجي للفترة 2011-2020. ومن جهة أخرى، أعربوا عن قلقهم "العميق" ازاء ظاهرة تدهور الحياة على الأرض لا سيما انعكاسات هذا التدهور على فئات الاطفال والشباب الأكثر تاثرا بهذه الظاهرة والذين يمثلون نصف سكان العالم وأكثر من 80 بالمائة من سكان البلدان الإسلامية. لكن في المقابل سجل المؤتمر "بارتياح" النتائج التي تمخضت عن الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة حول التنوع البيولوجي التي عقدت في نيويورك بتاريخ 22 سبتمبر الماضي حيث اكدوا دعمهم لمبادرة "الموجة الخضراء" الرامية الى توعية الأطفال والشباب وتثقيفهم بخصوص أهمية حماية التنوع البيولوجي. ودعا وزراء البيئة في الدول الاسلامية الأمين التنفيذي لاتفاقية الأممالمتحدة للتنوع البيولوجي الى التعاون مع المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة من أجل التعريف "بالموجة الخضراء" داخل الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. كما اعربوا عن دعمهم المطلق للمقترح الرامي الى اعلان السنوات من 2011 إلى 2020 عشرية دولية للتنوع البيولوجي وضمان نجاحها. وكان المؤتمر قد افتتح أشغاله اول أمس الثلاثاء بمشاركة وفود عن 57 بلدا من بينها الوفد الجزائري الذي يقوده السيد الشريف رحماني وزير البيئة والتهيئة العمرانية علاوة على 30 منظمة إقليمية ودولية. وتميزت الجلسات بمناقشة مجموعة من القضايا المتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة في العالم الإسلامي.