أكد الكاتب و الصحفي الفرنسي، باتريك بوافر دارفور، أن الأدب الجزائري "ممتع" و ذلك خلال تنشيطه ندوة متبوعة بنقاش يوم الأربعاء بمناسبة معرض الجزائر الدولي للكتاب. وأوضح بوافر دارفور اثناء تقديم كتابه "كلمة منك يا حبيبتي: مختارات من رسائلي" ان "الادب الجزائري ممتع مما يفسرحضوري هنا بالجزائر بمناسبة تنظيم معرض الجزائر الدولي للكتاب. وأضاف يقول انه سبق له و ان التقى و حاور كتابا جزائريين على غرار الراحلين كاتب ياسين و محمد ديب و رشيد ميموني و كذا رشيد بوجدرة مشيرا في هذا الصدد الى ان الانتاج الادبي بالجزائر يتميز اليوم "بالحيوية و الثراء". كما أكد انه من "المعجبين" بالفنان الجزائري المرحوم معطوب الوناس الذي التقاه في استوديو التلفزيون عندما كان مقدما لنشرة الأخبار. و اعتبر ان الصحافة الجزائرية تتميز "بالتنوع" مضيفا "انها تحظى بحرية التعبير". وكان بوافر دارفور الذي ينحدر من مدينة رانس الفرنسية قد كتب روايته الاولى و عمره لم يتجاوز ال17 سنة و لم ينشرها الا سنة 1981 و بما انه كان مقدما لنشرة الاخبار و بعض الحصص فقد اوضح انه يخصص نهاره لمهنته (الصحافة) و ليله للكتابة. و تابع يقول ان تقديم النشرة الاخبارية ليس كالكتابة التي "تبقى و تستمر" مشبها الكتب "بالشتلات التي نغرسها و التي يؤول بها المال الى النمو هناك و في كل مكان". وفي معرض تطرقه لعمله الاخير الموسوم "كلمة منك حبيبتي: مختارات من رسائلي" اشار الى ان الامر يتعلق بديوان يتضمن رسائل حب تختلف عن رسائل اليوم التي يتم إرسالها عبر الرسائل القصيرة (بالهاتف النقال) أو على الشبكات الاجتماعية للانترنت. كما اشار الى رسائل الحب التي كان يرسلها فيكتور هوغو الى جولييت دروي و الى عديد عشيقاته. و بالمحصلة يكون فيكتور هوغو قد ارسل 20000 رسالة غرام". واعتبر الصحفي أنه "من الممتع اكتشاف أن الأديب الكبير فيكتور هيجو كان يدعى "توتو" من قبل عشيقاته و كذا اكتشاف الجانب الطفولي لرسائله". كما تطرق الى الرسائل التي كان يتبادلها الجنود مع محبوباتهم أثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918). وبخصوص الأدب العربي و الشرقي اعتبر باتريك بوافر دارفور أن "ألف ليلة و ليلة" عمل "رائع يعبر بشكل كبير عن المشاعر و الحب". و أضاف أن موضوع كتاب ألف ليلة و ليلة لا يزال راهنا بنصوصه الجريئة والتي لا تزال حديثة". و قد تأثر باتريك بوافر دارفور الذي ألف حوالي 60 كتاب و الذي قدم النشرة الإخبارية طيلة ثلاثين سنة في طفولته بكتاب "الأمير الصغير" لسانت إكسوبيري و "العجوز و البحر" لأرنست هيمنغواي. وأشار إلى أنه يستكمل حاليا كتاب حول هيمينغوي و هذا ما سمح له بالقيام برحلات و اكتشاف العديد من من خلال أبحاثه حول هذا الكاتب الممتع. كما اعتبر بوافر دارفور أن "الكتابة و المطالعة تسمح بالنضج وإثراء المعارف" مشيرا الى أن التكنولوجيات الجيدية للاعلام و الاتصال لن تتمكن أبدا من استبدال "متعة المطالعة و استنشاق رائحة الورق". و في رد عن سؤال حول تغطيته الاعالمية لحربي الخليج أكد الصحفي أن الحرب الثانية كانت "حماقة". وأوضح أن "الأمريكين ارتكبوا خطأ فادحا بحيث أنه ليس هناك اي دليل يثبت وجود أسلحة الدمار الشامل بالعراق" مضيفا أن "هذا البلد لم يكن أبدا متورطا في اعتداءات 11 سبتمبر 2001".