رغم رفضه التدخل في الشأن الجزائري، اعتبر الكاتب الفرنسي ومقدم نشرات الثامنة الشهير، باتريك بوافر دافوار، أن فتح المجال السمعي البصري في الجزائر، يعد خطوة جريئة ومهمة بالنسبة للجزائر والجمهور الجزائري متعطش لها، ضاربا المثل بما وصلت إليه الصحافة المكتوبة، التي تنقل مواقف وآراء مختلفة وتدافع عن وجهات نظر متعددة، مما خلق حراكا صحيا لدى الرأي العام الجزائري، كما أشار إلى أنه حان الوقت لتفكر الجزائر في هذه القضية، لكن في إطار احترام القواعد التي تحكم هذا العمل والتي رآها أساسية لنجاح التجربة. تحدّث باتريك بوافر دافوار في ندوة صحفية خصّصها للإعلام الجزائري، كثيرا عن عمله كإعلامي والصعوبات التي يواجهها الصحفي في عالم متعدد، تحكمه المصالح والرهانات، حيث شدّد على مصداقية الإعلام الفرنسي، التي يحرص عليها كل صحفي قائلا ''الصحفي في هذه القنوات يكافح من أجل المواضيع والأفكار وعلى الصحفيين أن ينتفضوا ضد أي احتكار لأفكارهم. مضيفا أن ''رأس مال المؤسسة الإعلامية شيء والمالك شيء آخر وروح العمل يبقى الصحفي والحقيقة أن المصداقية هي رأس مالنا''. وعن سؤال ''الخبر'' حول اهتزاز مصداقية القنوات الفرنسية، لدى المتلقي للجزائري خاصة في الحرب على غزة، عبّر باتريك بوافر عن صعوبة تناول القضية الفلسطينية، في بلد مثل فرنسا، متفتح على كل الجاليات، حيث كشف عن تعرضه للتهديد بالقتل من طرف الجالية اليهودية في فرنسا وأوروبا، عندما استضاف ياسر عرفات، كما تعرض للوم والشتم يوم استضاف بنيامين ناتنياهو، موضحا أن الإعلامي إذا أراد أن يقف على الحقيقة، عليه أن يتنقل إلى عين المكان، كما ''فعلت أنا إذ ذهبت إلى فلسطين''. وقال باتريك في الأخير أن أكثر الشخصيات الجزائرية التي تأثر بها هم المثقفون، خاصة رشيد ميموني وكاتب ياسين.