أكد المفتي العام للمملكة العربية السعودية، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، يوم الإثنين بعرفة أن الدين الإسلامي يحرم و يجرم الإرهاب بكافة صوره داعيا المسلمين إلى التماسك و الثبات في زمن "كثرت فيه السهام المسددة تجاه الدين الحنيف". وفي خطبة صلاتي الظهر و العصر التي أدتها جموع المصلين جمعا و قصرا من مسجد نمرة شدد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ على أن الإسلام حرم الإرهاب و سفك دماء المعصومين فهو "دين رحمة و تسامح شمل الجميع بعيد عن الغلو و العنف والبغضاء و العداوة". ولصد ظاهرة الإرهاب التي تحاول الكثير من الأطراف إلصاقها بالإسلام لفت المفتي العام للملكة الإنتباه إلى ضرورة محاربة جوانب أخرى مقترنة بها كالجريمة و البطالة التي تزيد و تسهل من إنتشارها. ودعا جموع المسلمين إلى الإبتعاد عن الحروب و الفتن و كل ما يخل بالأمن مهيبا بهم التحلي بالحذر و توحيد المواقف الذي اعتبره "مكمن القوة" في المجتمعات الإسلامية فضلا عن الإعتزاز بشخصيتهم الإسلامية أينما كانوا و تواجدوا و عدم الإنسياق وراء المغريات التي تكاثرت في هذا الزمن. كما طالبهم بنصرة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم و استخدام كل وسيلة لمواجهة الذين ارتكبوا الحماقات في حقه من خلال التمسك بسنته الشريفة و العمل بها في كل مكان و زمان مع الذوذ أيضا عن الصحابة الكرام و أم المؤمنين عائشة المبرأة رضي الله عنها. وخص الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في خطبته شعوب العراق و أفغانستان والسودان الذين دعاهم إلى التآلف و الحرص على مصالحهم و التنبه إلى ما يراد بهم و التمسك بوحدتهم. و تطرق الخطيب إلى مختلف جوانب الدين الإسلامي المبني على الوسطية و الإعتدال في كل شيئ و التي جعلت من الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس قوامها السلوك الحسن و إباحة الطيبات و تحريم الخبائث. كما فصل في خصائص العقيدة الإسلامية التي شملت العبادات المنظمة لعلاقة العبد و ربه و المعاملات المبنية على الحلال و دفع الضرر و كفلت كل الجوانب المسيرة للمجتمعات سواء على المستوى الأسري أو العام و اهتمت بسن عقوبات على قدر الجرائم المرتكبة ميزتها في ذلك الإعتدال في التنفيذ. وخلص إلى التأكيد على أن الدين الإسلامي الذي صمد عبر التاريخ و "لم يتأثر بالفتن الداخلية و الحروب الخارجية سيظل قويا أمام الحملات الشرسة كونه دين الفطرة السليمة القائم على توحيد الله". و في الأخير، ذكر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ضيوف الرحمن بالمقاصد الجليلة للحج و فضائل يوم عرفة الذي يعد من أفضل أيام الله الذي اجتمع فيه الحجاج القادمون من كل حدب و صوب لا يفرق بينهم إلا التقوى اقتداء بخير المرسلين محمد الأمين صلى الله عليه وسلم.