بدأت المبادرة الأمريكية للشراكة مع المغرب العربي التي أطلقها يوم الأربعاء مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالاقتصاد و الطاقة و العلاقات التجارية، خوسي فيرنانديز، تثير اهتمام الشباب المقاولين الجزائريين الراغبين في تحسين قدراتهم التسييرية. و يبدوا أن شراكة شمال إفريقيا من اجل الفرص الاقتصادية التي تم الإعلان عنها بمناسبة الندوة حول ترقية المقاولة بين المغرب العربي و الولاياتالمتحدة بدأت تعرف بعض النجاح لدى الشباب الجزائريين أصحاب المشاريع الذين التقينا بهم على هامش الندوة. و أكد شاب رئيس مؤسسة مختصة في صيانة و إصلاح العتاد الطبي قائلا "لقد دعمتني الدولة من خلال إجراء الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب من اجل تمويل مؤسستي الصغيرة منذ سنتين تقريبا و اضن أن الأفكار التي تحملها المبادرة الأمريكية يمكنها أن تجلب المزيد في مجال التسيير". و أضاف انه يريد الاستفادة من المبادرة من اجل الحصول على "الحلول المناسبة للتسيير والتسويق لمحاولة الحصول على حصة هامة في السوق المحلية". و أعربت من جهتها امراة مسيرة لمؤسسة مختصة في توزيع العتاد البيداغوجي و الجامعي عن اهتمامها بفرص الشراكة مع مؤسسات أخرى من نفس النوع في منطقة المغرب العربي و حتى في الولاياتالمتحدة من خلال إنشاء شبكة مهنية تمكن من تبادل أحسن للتجارب و المعلومات. واعترف شاب مقاول يرغب في إنشاء وكالة اتصال و إشهار بأنه لقي صعوبات لتنفيذ فكرته في الميدان. وأضاف انه في "مجال التمويل يجب أن اعترف أن لدي الاختيار كبير بين مختلف الإجراءات الممنوحة من طرف الدولة (الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب) و الصندوق الوطني للتامين على البطالة و غيرها. و لكن المشكلة بالنسبة إلي تكمن في كيفية اختيار أحسن طريقة لتجسيد المشروع". و قال في هذا السياق ان جانب التكوين المدرج في إطار المبادرة الأمريكية جلب اهتمامه. من جهة أخرى، أوضح رئيس المجلس الوطني الاستشاري لترقية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة السيد زيم بن ساسي لوأج أن المبادرة الأمريكية لصالح المقاولين المغاربة الشباب تمثل "تصورا عالميا جديدا لقانون دعم المؤسسات الصغيرة الذي أطلق في الخمسينيات بهدف تثمين النسيج الأمريكي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة". و ذكر أنه "تم تعزيز قانون دعم المؤسسات الصغيرة بترسانة تنظيمية و قضائية مهمة تفضل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الأمريكية بنسبة 30 بالمائة فيما يتعلق بمنح الأسواق العمومية" داعيا السلطات الجزائرية إلى "نسخ" هذه التجربة محليا بهدف تحويل القطاع الوطني للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة إلى "قوة اقتصادية حقيقية". و في مداخلة أدلى بها عند افتتاح الندوة أعرب وزير الصناعة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة وترقية الاستثمار السيد محمد بن مرادي عن دعم الجزائر لمبادرة شراكة شمال إفريقيا من أجل الفرص الاقتصادية معتبرا أنها ستسمح "بتثمين الطاقات الهائلة في مجال المقاولة التي تمثل الشباب أصحاب المشاريع في منطقة المغرب العربي". و سيخصص قسم كبير من اليوم الثاني و الأخير من هذه الندوة لتقديم عرض مفصل حول المحاور الكبرى لمبادرة شراكة شمال إفريقيا من أجل الفرص الاقتصادية. و كانت قد انطلقت يوم الأربعاء أشغال هذه الندوة حول ترقية المقاولة المغرب العربي-الولاياتالمتحدة التي تنظيمها كتابة الدولة الأمريكية و مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي (يو-أس الجيريا بيزنس كاونسل) بحضور مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالاقتصاد و الطاقة و العلاقات التجارية السيد خوسي فيرنانديز و مشاركة مئات المقاولين الشباب لخمسة بلدان من المغرب العربي الكبير (الجزائر و المغرب و تونس و ليبيا و موريتانيا). وتأتي هذه الندوة بعد القمة الرئاسية حول المقاولة و التي تم تنظيمها في 26 و 27 أفريل المنصرم بواشنطن بمشاركة مستثمرين و جامعيين و قادة شبكات المقاولين لأكثر من 40 بلد مسلم و عربي.