أثبتت دراسة علمية قدمها مساء يوم الجمعة بالجزائر العاصمة الاستاذ أحمد أيت قاسي رئيس مصلحة أمراض الاعصاب بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة أيت ايدير( العاصمة) أن 13 بالمائة من الجزائريين يعانون من الصداع النصفي (الشقيقة). وأكدت الدراسة التي انجزها المعهد الوطني للصحة العمومية بالتعاون مع المؤسسة الاستشفائية أيت ايدير ومخابر فايزر ب 12 ولاية من الوسط الجزائري أن معدل الاصابة بالصداع النصفي المسجل بالجزائر (12 بالمائة) يعكس المعدلات المسجلة عبر العالم والتي تتراوح بين 12 و17 بالمائة . وشملت الدراسة عينة تتكون من 1275 شخص خضعوا لمعاينة طبية لعدة اختصاصات منها الطب العام ومعالجة أمراض الاذن والانف والحنجرة والطب النفساني والاعصاب. وأظهرت الدراسة أن النساء أكثر عرضة الى الاصابة بالصداع النصفي (70 بالمائة) من الرجال ولكن هذه الاصابة تختفي تماما لدى النساء عند الحمل وبعد سن اليأس. كما تمثل الاصابة بالصداع النصفي حسب نفس التحقيق نسبة 25 بالمائة من المعاينات الطبية بمصالح أمراض الجهاز العصبي وتشمل فئة الاعمار من 20 سنة الى 60 سنة كما يتسبب في الغيابات عن العمل بنسبة 22 بالمائة . واذا كانت الاصابة بالصداع النصفي هو مرض عائلي فانها لاتظهر -حسب الاستاذ أيت قاسي - لدى جميع أفراد العائلة كما لايمكن الشفاء من هذه الاصابة وتزاول المصاب في العديد من الاحيان طوال حياته رغم ظهور الادوية الجديدة المسكنة للالم . ووصف نفس المختص مرض "الشقيقة" -الدي عرفه اليونانيون القدامى ب"النار في الرأس"-بالالم الظرفي الذي يصيب الرأس بحدة متفاوتة ويمكن أن يستمر بين أربع ساعات الى 72 ساعة وفي حالات نادرة ثلاثة أيام ولكن أزماته تزول تدريجيا بمجرد تناول الادوية . وفيما يتعلق بالعوامل الخارجية أو المحيط المتسبب في هذه الاصابة أشار نفس المختص الى تناول الشكلاطة والبيض وقلة أو الافراط في النوم والتغييرات المناخية الانتقال من الجو البارد الى الحار الرطب المصحوب برياح حارة وكذا الرحلات الطويلة. وبالنسبة لتشخيص المرض فقد أعتبره الاستاذ أيت قاسي ب"السهل والبسيط ولايستغرق وقتا طويلا " كما أن علاجه في متناول الجميع فالادوية الموصوفة تتمثل في مادتي الاسبيرين و الباراسيتامول والادوية المسكنة للالم بالاضافة الى الادوية الجديدة المصنفة ضمن "التريبتين". أما الاستاذ جيرار نيك من مصلحة أمراض الاعصاب بمدينة ليون الفرنسية فقد نصح الاشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي بعدم التهاون في استشارة الطبيب لان العلم تطور والادوية المعالجة لهذا المرض متوفرة في جميع الدول . ووصف أزمة الصداع النصفي بالازمة الحادة التي تتطلب العلاج العاجل للتخفيف من معاناة المصاب خاصة وان الادوية الجديدة فعالة وناجعة خلال 30 دقيقة أو الساعة الاولى من تناولها .