تأتي الأمراض العصبية في الدرجة الأولى من حيث الفحوصات المقدمة على مستوى مصالح طب الأعصاب بالجزائر، في حين يمثل الصداع النصفي أو ما يعرف ب "الشقيقة" 25 بالمئة منها والتي تمس %13 من الجزائريين. حسب دراسة قام بها البروفيسور ايت قاسي ومخابر فايزر بالتعاون مع المعهد الوطني للصحة العمومية، فإن الصداع النصفي يمس 3 إلى 4 نساء مقابل ذكر واحد، ما يدل أن المرأة أكثر عرضة لنوباته ولا سيما في مرحلة سن اليأس، وذلك نظرا لتغير معدلات الهومونات الأنثوية لديها. ويصيب هذا النوع من الصداع جزءا واحدا من الرأس أي بشكل نصفي، وله علامات خاصة، فبالنسبة لحالات الصداع النصفي عند النساء، توجد علاقة قوية بين حالات التقلبات الهرمونية ونوبات الصداع النصفي عندهن. في هذا الشأن تشير دراسة طبية أمريكية أن نسبة تصل إلى حوالي 65٪ من النساء يعانين من ألم في الرأس يشبه الصداع النصفي، إما قبل أو أثناء أو بعد فترة الحيض مباشرة. ويوضح أحد الباحثين الأمريكيين أن ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين أو انخفاضها يمكن أن يسبب الصداع، وعندما تكون مستويات الإستروجين منخفضة يأتي الصداع النصفي بلا أي شعور أو إحساس آخر، في حين يحدث عكس ذلك، حينما تكون مستويات الإستروجين مرتفعة. وحسب الأخصائيين، فان "الشقيقة" عبارة صداع دوري يضرب نصف الرأس ويصيب مختلف الأعمار، وهناك عشرات ملايين الأشخاص في العالم يشكون من الصداع النصفي، ونوبة الصداع قد تحصل فجأة من دون إنذار، أو قد يسبقها حدوث علامات تدل على قرب حصولها. وقد ترافق النوبة عوارض أخرى مثل الغثيان والتقيؤ. وما تزال أسباب الصداع النصفي غير معروفة بدقة، لكن هناك عوامل وظروف تساهم في إثارتها مثل الارتفاعات الشاهقة والإرهاق والجوع والأزمات النفسية. للإشارة، نظم، أمس، بفندق الشيراطون يوم دراسي حول الصداع النصفي بتأطير من البروفيسور ارزقي من المستشفى الجامعي بالبليدة والدكتور ايت قاسي من مستشفى ايت ادير وكذلك البروفيسور جيرارد ميك من مستشفى ليون بفرنسا وحضر اليوم الدراسي 300 طبيب مختص.