تمثل الديون المتراكمة للجمعيات الرياضية الهاوية السابقة مسألة شائكة وعقبة في طريق تسيير النوادي التي تحولت لنظام الإحتراف بداية من هذا الموسم على شكل مؤسسات رياضية ذات أسهم, حسبما يعتبر معظم مسؤولي نوادي بطولة الجزائر المحترفة الاولى والثانية. و قال المناجير العام لإتحاد عنابة بن علي ناصر في تصريح ل (وأج) " المساهمون الجدد في المؤسسات رياضية ذات الأسهم ليس بإمكانهم التكفل بالديون السابقة للجمعيات الرياضية الهاوية المتراكمة خلال العديد من السنوات". وأضاف " من الناحية القانونية, في حالة تسديد الديون, هذه النفقات ليس بالامكان تبريرها من خلال التقارير المالية للمؤسسات الرياضية ذات الاسهم. هذا هو المشكل الحقيقي الذي تواجهه الاندية". ويتفق مسؤولو مولودية الجزائر مع نظرائهم العنابيين حول هذه المسألة معتبرين أن الديون المتراكمة ليس بالمستطاع تسديدها إلا ب " طريقة إستثنائية". وأشار مدير نادي مولودية الجزائر كمال عبد الوهاب إلى أن " كل النوادي تعاني من تراكم الديون وتسويتها يستوجب قرار من السلطات العمومية. هذه الوضعية الاستثنائية التي وجدنا أنفسنا نتخبط فيها تتطلب تعامل خاص للتخلص منها بطريقة تامة و نهائية". وكان رؤساء الاندية قد قدموا لائحة من 10 مطالب للهيئة الفيدرالية عقب إجتماعهم بالجزائر العاصمة يوم 24 نوفمبر الماضي على شكل مقترحات حلول لهذا المشكل. "الديون لا يجب أن تشكل عائقا في وجه الاندية لانتداب لاعبين خلال فترة الانتقالات الشتوية (الميركاتو)", طالب مسؤولو النوادي موضحين في نفس الوقت بأن " تصفية ديون الجمعيات الرياضية السابقة ضرورية و لا مناص منها في المرحلة الراهنة لتقديم الحصيلة المالية للاندية". وحسب الاتحادية الجزائرية لكرة القدم, من الممكن أن يتم منع العديد من أندية البطولة المحترفة الاولى والثانية من استقدام لاعبين جدد خلال فترة التسجيل المقبلة للاعبين في الميركاتو الشتوي إذا لم تقم بتسديد ديونها اتجاه اللاعبين والمدربين قبل نهاية السنة الجارية. "الاندية التي تقر لجنة تسوية النزاعات بالاتحادية بعدم تسديد ديونها في الاجال المحددة سيفرض عليها قرار بمنع انتداب لاعبين جدد ", حسبما أوضحه بيان للمكتب الفيدرالي, الذي كشف في هذا الخصوص بأن " الاندية المعنية بالنزاعات أمضت على تعهد تلتزم من خلاله بتسديد مستحقات اللاعبين قبل تاريخ 31 ديسمبر 2010". وعلى معظم الاندية التي تحولت للاحتراف بداية من هذا الموسم ديون تستوجب التسديد اتجاه المدربين واللاعبين السابقين وكذا مؤسسات إقتصادية عمومية وخاصة (فنادق وشركات الطيران إلى غير ذلك). " المبلغ الاجمالي لديون أندية الرابطتين المحترفتين الاولى والثانية وبطولة الهواة تناهز 20 مليار سنتيم (200 مليون دج)" حسبما أشار له رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (فاف) محمد روراوة, فيما تكلم رؤساء الاندية من خلال اجتماعهم الاخير مع وزير الشباب والرياضة هاشمي جيار عن 200 مليار سنتيم. وحول قيمة الديون اوضح المسؤول الاول للفاف أنها " تخص موسم 2009/ 2010 و الستة أشهر من موسم 2010/ 2011", مؤكدا أن " ستة نوادي في المجموع من الممكن ان تحرم من انتداب اللاعبين خلال الميركاتو الشتوي إذا لم تقم بدفع المستحقات قبل تاريخ 31 ديسمبر القادم".