في الحلقة السابقة، تحدّث البروفيسور عبد الرزاق بلعقروز عن أسلوب ظهور أخلاق ما بعد الواجب، بوصفها نموذج عيش أو خطاب أو حالة من الوجود، تشتقّ مفاهيمها من الذوق، لا من المنطق، وتشعر بالسعادة عندما تلبي مطالب الجسد؛ لا بالاستجابة إلى قانون الواجب الذي (...)
يعي "مالك بن نبي" وعيًا منهجيًا حصيفًا، بأنَّ للأفكار وزنها في التَّاريخ وفي رسم مصائر البشرية، لأجل ذلك قام بعملية تشريح لجهاز التفكير، لكن ليس على طريقة المنطق النَّظري الذي عُرِفَ به الفيلسوف الألماني "إيمانويل كانط"، الذي حلَّل ملكات التَّفكير (...)
لو أننا صورنا واقع الإنسان المعاصر في سياق ثقافة ما بعد الأخلاق بتصوير جامع لقلنا إنه إنسان غافل، ومادة غفلته. هو موكل إليه حقا، وانغماسه في ملهيات أخرى تصرفه عن معالي الأمور وأقومها، أو على التحقيق؛ تصرفه عن مادة حياته أو حياة قلبه، فهو على الظاهر (...)
أولا. مُفتتح الإشكال:
من السّمات اللاَّفتة في فعل القراءة، نمو المفهوم وتراكمه، فمن المعنى الأوَّلي الذي يُعَيّنُ القراءة في القدرة على فهم معاني الكلمات؛ إلى المعنى الذي بات أكثر تركيبا وتعقيدا، أي ذلك الذي ألزم فعل القراءة الانفتاح على المسالك (...)
ليست الجائحة مجرد حدث بيولوجي صحي، يضرب الجسد الإنساني فيُربك مبدأ تنظيمة ويهاجم منظومته المَنَاعية، وإنما هو حدث ثقافي أيضا، يجعل الشَّخص يُعيد طرح الأسئلة عن معنى حياته، وعن أولوياته في الوجود، وما المعرفة التي يجب عليه أن يراهن عليها مستقبلا وكيف (...)