يجب أن نقول الأشياء كما هي، ونواجه الواقع بالحقيقة، لقد فشلت المدرسة الجزائرية في وضع الكتاب ضمن أولويات الاستراتيجية التعليمية، لنترك حديث الأرقام الرسمية جانبا، ونقرأ هذا الغياب في سلوكيات الأطفال، في قيمة تحصيلهم المعرفي الذي يقوم بالأساس على (...)
"قراءة الكتاب ... هو قراءة مغالية لحرقٍ يقودنا نحو الأبعد"..
إدموند جابيس: كتاب الهوامش
عندما طلب منّي الرّوائي كمال قرور الكتابة عن مشروع القراءة الذي أشرف عليه، كنتُ في البداية متردِّداً لعدة أسباب، منها أنّنا تعوّدنا أن نرى المشاريعَ الثقافيةَ (...)
أعجبتني كثيرا وجهة نظر الناقد والأديب " عبد الفتاح كيليطو " من مسألة " الجيل الأدبي "، وهي مقولة تم تداولها على نحو منفّر، بل ومثير للنعرات والصراعات، وفي اعتقادي أنّ المشكلة الحقيقية تكمن في تحديد معنى الجيل في الأدب؟ هل هو بمعنى الأجيال البشرية (...)
في زمن الاضطرابات السياسية يكتشف الإنسان حاجته إلى فهم الأسباب التي تؤدي إلى الاقتتال بين الناس، الحاجة إلى تجاوز هذه الأنانيات والعقلانيات الضيقة التي تفكر بمنطق المصلحة. لقد بدأ القرن الواحد والعشرون على عكس الآمال التي حملتها النفوس بأن يكون قرنا (...)
إذا كانت هناك سمة إيجابية لظهور القنوات الخاصة في الجزائر فهي أنها كشفت عن هشاشة “النخب” الجزائرية، وعن بعدها المؤسف عن ثقافة الحوار والنقاش والتبادل الحر للكلمة.
لقد استبشر الجميع بهذا التناسل السريع للقنوات الفضائية وبكثرة حصص النقاش حول القضايا (...)
ينتمي جهاز الراديو إلى وسائط الاتصال الجماهيري، الذي يهدف إلى بث الخبر والبرامج السياسية والاجتماعية والثقافية لقطاع واسع من الجماهير، وتكمن أهمية هذا الوسيط أنه يخاطب بالدرجة الأولى الجمهور بالاعتماد على اللغة الشفوية، التي تستهدف المتعلمين وغير (...)
الملاحظ في النقاش الدائر بين الروائي والناقد، وجود حلقة غائبة، أوّلا يبدو في جوهره أنه معركة مراكز، فكل طرف يريد أن يسحب المركز إليه، ويُموقع الآخر في حلقة أخرى، تقع في أطراف المركز، أو يقصيه منها.
كيف يمكن أن نفسّر هذه الظاهرة؟ هي في نظري شكل من (...)
كيف يمكن أن نفسّر هذه الظاهرة؟ هي في نظري شكل من أشكال التعامي المقصود أو الغباء الذي تمّ تنميته منذ عقود في بيئتنا الثقافية، وأقصد هنا التعامي عن “المشترك”.
لعبة المركز هي رهان خطير، تحرّكها نوازع الظفر بسلطة متعالية، المركز لا ينتج إلا وعيا (...)
يمكن أن نقول إنّ الرواية التسعينية كانت رواية البطل المثقف المعادي لكل شيء: لقيم المجتمع، للنظام السياسي، للوجود، الباحث عن خلاص مستحيل وهروب إلى اللامكان. فكان بطلا سلبيا، منتقدا للحياة، ورافضا لها، ولهذا نجده غارقا في معاقرة المسكرات أو في الإدمان (...)
يمكن أن نقول إنّ الرواية التسعينية كانت رواية البطل المثقف المعادي لكل شيء: لقيم المجتمع، للنظام السياسي، للوجود، الباحث عن خلاص مستحيل وهروب إلى اللامكان. فكان بطلا سلبيا، منتقدا للحياة، ورافضا لها، ولهذا نجده غارقا في معاقرة المسكرات أو في الإدمان (...)
نظرة في البناء السردي للرواية السرد في رواية ( في رواية أخرى ) ذو حركة دائرية، يلتف على نفسه، يشتغل بكثير من المداومة على التكرار، كثيرة هي المشاهد التي يُعاد سردها وإن بمنظورات مختلفة، وكلّما تكرر المشهد عبر صوت سردي مختلف كلما اكتشفنا تفاصيلا أخرى (...)
لا تروي» كهينة « بطلة رواية « كتاب الخطايا « للروائي الشاب سعيد خطيبي( مواليد 1984 قصتها، بل تروي قصة جسدها. حيث يمثّل فعل الحكي وسيطا بين الجسد ودلالته الاجتماعية، وطريقة للتعبير عن رغباته.
قصة كهينة، هي عملية تحويل الجسد إلى « ملفوظ سردي «، أي (...)
كتب أحد أهم مؤسسي تيار الرواية الجديدة وهو الفرنسي» آلان روب غرييه» معرِّفا « الرواية الجديدة « بأنها(( تسمية مريحة تجمع كل هؤلاء الذين يبحثون عن أشكال روائية جديدة كفيلة بالتعبير، أو بخلق علاقات جديدة بين الإنسان والعالم. إنها تسمية تجمع كل الذين (...)
صار التفكير عن/ في الجامعة في الجزائر من الحاجات الهامشية، كما أضحت "الجامعة " مجرد مؤسسة للتعليم ولتفريخ أفكار عن المناهج والنظريات مفصولة عن حاجات المجتمع المعرفية. المسألة في بعدها العميق تختزل انهيارات حقيقية عصفت بدور الجامعة في تطوير المجتمع، (...)
لمّا كان "غابرييل غارسيا ماركيز" 1927- 2014 تلميذا في مدرسة "مونتسوري" بكلومبيا، كان قد اكتشف ولعه بالقراءة، وتحديدا بقراءة الأدب، وكان متفوقا بين زملائه خاصة في كتابة الشعر، حيث ذاعت شهرته في المدرسة بما كان ينشره من شعر ساخر، ردّا على تهكم أصدقائه (...)
نلاحظ بأنّ الأنظمة التي لم تقم فيها الثورات العربية قد عملت جاهدة على صياغة تعريف كارثي للثورة والتغيير، مستشهدة بما يحدث في ليبيا ومصر وسوريا، بأنّه أكبر عملية تخريب منظم للدول العربية، لكن الذين يروّجون إعلاميا لهذا المفهوم لا يستقرئون المستقبل من (...)
صرنا لا نتحدّث عن النقد في الجزائر، إلاّ وكانت إشارات الأزمة هي المعالم الواضحة لأيّ خطاب، سواء الذي ينتجه النقاد أنفسهم وهم قلّة أو الذي ينتجه الأدباء. هل النقد في الجزائر في أزمة؟ وجود أزمة في خطاب معرفي أو أدبي هو دليل وجوده أوّلا، وتبلوره في (...)
ينطلق ”بول ريكور” (1913 -2005) من إشكالية ”الخطاب” في الفكر الغربي، وهو الإشكال القديم الذي كان موضوع جدال فلسفي في الفلسفة اليونانية، ويتعلّق الأمر بمسألة (الصدق) و(الخطأ ) في (الكلام). غير أنّه، وفي ظلّ المفاهيم التي طرحتها اللسانيات الحديثة، أضحى (...)
أين المثقف اليوم:
أشعر أنّ ثمّة عبء أخلاقي يتحمّله المثقف اليوم في ظلّ هذه التوترات العالمية التي تشكّل اليوم مشهدا مُربكا ينبئ بأسوء الاحتمالات. فليس هناك ما يبرّر صمته أو هروبه، لأنّ الصمت في مثل هذه الظروف ليس أكثر من تواطئ ضد الضحايا، ضد كل (...)
كثيراً ما تستيقظ بعض الأسئلة بمجرّد أن يسقط مسؤول في كلام سرعان ما يُحرّك المياه الراكدة التي تحاصر واقعنا الفكري. وأنا أحيل إلى ما ورد على لسان أحد المسؤولين في الحكومة الجزائرية على أنّ الأمم لا تتقدّم بقصائد الشعر. وقد قال ما قال، ونجم عن هذا (...)
1) الإنسان باعتباره مفهوما جديدا:
إنّ ميلاد "العلوم الإنسانية" كان حدثا في نسق المعرفة في أوروبا، وكان الحدث الأبرز في هذا الانقلاب الابستيمي هو ظهور لأول مرة في تاريخ المعرفة في أوروبا مقولة (الإنسان). قبل القرن السابع عشر، لم يكن (الإنسان) موجودا (...)
يؤسّس الشاعر الزجّال “توفيق وامان" ما يمكن أن نطلق عليه بتجربة “الحداثة" في الشعر الشعبي، على الرغم مما يمكن أن يوحي إليه هذا المصطلح من تناقضات، إذ كثيرا ما يقترن الشعر الشعبي بما هو تقليدي وتراثي ومحافظة على قيم جمالية شكلا ومضمونا، تنتمي في (...)
ارتبط مفهوم الغيرية بالصورة، بحيث أنّ إدراك الآخر يتمّ عبر تشكلات صورية، أي نتمثّله في شكل صورة تخضع لعدة إجراءات تمسّ جوهرها أو حقيقتها. إمّا أنها صورة مكثفة أو مشوّهة أو منمّطة، وفي كل هذه الحالات فإنّ علاقتنا بهذا الآخر مبنية على رؤية ذاتية، على (...)
ظل السؤال الذي أرّق الفلاسفة المعاصرين هو: هل يمكن أن تشكل الصناعة الثقافية مرحلة حقيقية لتطوّر الفن والوعي به، وفي تجذر الفلسفة الجمالية في الخطاب الثقافي المعاصر؟ إلى أي مدى تمثل الثقافة الجماهيرية تجسيدا حقيقيا لفكرة دمقرطة المعرفة والفنون في (...)
في مقالة كتبها المرحوم بختي بن عودة بعنوان ''القلق المثلث''، ونشرتها مجلة ''التبيين''، في عددها المزدوج (20 - 30) عام 0991، طرح بختي إشكالية علاقة النقد الأدبي بالنص الإبداعي، من خلال ثلاثة مداخل أساسية عرضها على النحو الآتي: قلق العثور، قلق (...)