بعد تفكير عميق، إهتدى حماري إلى فكرة جهنمية سبق لغيره من المواطنين الشرفاء اللجوء إليها كحل أخير لمعضلتهم· وبعد أن ''تمرّغ'' في الأرض، من شدة الحرارة، وحك جلده بذيله وحافريه قال·· - في آخر الأمر، الهربة هي الحل·· والبحر هو الطريق المعبد للجنة··· يقال أن خفر السواحل ألقوا القبض على ''حرافة'' أغنياء!! ضحكت من كلامه ·· يا حماري، قل كلاما معقولا·· من هذا الغني الذي يغامر بنفسه داخل ''زودياك''؟؟ قال·· - هؤلاء الحرافة الذين أتكلم عنهم، كان بحوزتهم مبالغ معتبرة من المال وصلت إلى غاية 08 مليون·· لا أفهم أنا كيف لأحد يملك هذا المبلغ ويغامر·· ضحكت، من جديد··أيها الحمار اللعين·· وهل هذا المبلغ، الذي تتكلم عنه، يصنف هؤلاء في خانة الأغنياء··؟؟ العالم، أصبح، يتكلم بأرقام ضخمة ومخيفة، وأنت ما زلت تنظر إلى أمام أنفك الذي، على ما يبدو، حجب عنك الرؤية نهائيا·· صاح في وجهي·· - آه··· لو كنتُ أملك ربع المبلغ·· لفعلت العجايب·· نظرت إليه، بكثير من الشفقة، وقلت له·· لا تحلم، فالحلم، أيضا، ليس من نصيب الفقراء·· وارضى، مثل غيرك من المواطنين، بسياسة النهب التي استفحلت حد العظم·· وقبل أن تنظر لهؤلاء الحرافة، تذكر الرياضيين الذين يسافرون، رافعين راية بلدانهم من أجل المشاركة في مسابقة رياضية ما، وما أن يصلوا إلى أوروبا، حتى ينسوا ذلك، ويصبح حلمهم الهربة بدل الفوز، لأنهم يئسوا من النفاق··· نهق، حماري، عاليا، وقال·· - الحراف الوحيد الذي ما زالت حرقته تحرق رأسي هو ''الخليفة'' صاحب الشنة والرنة، الذي عبأ الشكارة وحرف، كغيره من الشباب إلى عالم أفضل·· ضحكت، من كلامه، وقلت·· ها أنت ترى الحرفة أصبحت تشمل الغني والفقير·· أخاف أن يستيقظ المسؤولون يوما، ولا يجدون أمامهم شعبا يحكموه!