وقّعت حركة ''فتح'' الفلسطينية بروتوكولا مع جبهة التحرير الوطني، سيعلن عنه رسميا، عما قريب، يقضي بفتح قناة اتصال مباشرة مع هذه الأخيرة وتزويدها بآخر التطورات والمواقف بخصوص القضية الفلسطينية، للتشاور والتباحث وتبادل الآراء حول ما يحول وتقدم القضية، وهو ما يجعل الحكومتين الجزائريةوالفلسطينية على تنسيق دائم· ما دامت ''فتح'' رأس السلطة الفلسطينية، وجبهة التحرير الوطنية ذات الأغلبية البرلمانية والحكومية في الجزائر، فسيسمح بروتوكول الاتفاق الذي وقع عليه من الجانب الفلسطيني وفد من حركة ''فتح'' بقيادة عضو اللجنة المركزية المكلف بالعلاقات الخارجية، عباس زكي، سيسمح ببقاء الحكومتين على اتصال وتنسيق دائمين في ما يخص تبادل الآراء والمشاورات والتباحث حول مسائل تخص سير القضية الفلسطينية· ووصف عباس زكي رئيس الوفد، الجزائر، في ندوة صحفية بالأمس، كان ينشطها بسفارة بلده، الجزائر بعد أن تكلل اللقاء مع جبهة التحرير الوطني بالتوقيع على البروتوكول، وصفها بقوله ''بأنها باتت أكثر مما كانت عليه في احتضان القضية الجزائرية وقربها منها''، وأضاف ''إن شعور القيادة الجزائرية باستقلال ناقص ما لم تستقل فلسطين لهو دليل على اهتمام بالغ بالشعب الفلسطيني كما عودتنا دائما''· ويقضي البروتوكول أيضا إنشاء خلية اتصال قال بأنها خط أحمر مباشر كون أننا إذا بقينا بعيدين فإنه سيحدث قلق في الجزائر ونحن نهدف من وراء ذلك إلى رفع مستوى العلاقات وتطويرها''· أما الإعلان عن البروتوكول في الجزائر رسميا، فأكد عباس زكي أن ذلك قرارا جزائريا خالصا تتخذه الجبهة متى ما رأت ذلك مناسبا· وكان لوفد ''فتح'' من خلال فرصة الزيارة مناسبة للالتقاء بكل من قيادات التجمع الوطني الديمقراطي، وحزب العمال وحركة مجتمع السلم وأعضاء عن المجلس الإسلامي الأعلى· وعند تطرق رئيس الوفد إلى دواخل القضية الفلسطينية، أثار عباس زكي، كل من مسألة جدار الفصل العنصري المصري الذي سيغلق ويعزل غزة، والاستيطان والخلاف مع ''حماس''، والقمة العربية، إذ قال إن الجدار يأتي في وقت تزول فيه كل جدارات العنصرية في العالم، وأنه لا مفاوضات بدون أن تعود إسرائيل إلى المطالب الأساسية للقضية الفلسطينية المتعلقة بالحدود واللاجئين والمياه والقدس، ''فلا يجب أن نعطي مزيدا من الهدايا لإسرائيل بعد 18 سنة من المفاوضات''· وفي سؤال حول خيار المقاومة لدى السلطة كحل نهائي والتخلي عن المباحثات، قال موفد حركة فتح بأن ''السلطة مجرد طرف وأن خيار الحرب تتخذه مجموعة من الفصائل في غرفة عمليات حقيقية تحظى بالسرية العسكرية، وهذا الخيار لا تقف ضده حركة ''فتح'' في حالة رأت جميع الفصائل أن الظرف مناسب للاستنجاد بالحل المسلح، لأن القوانين الدولية تخوله لنا، لكننا حاليا لا نريد أن نضيع جهودا وفرصا نعلم جيدا بأن وسائلها لن تخرج بنا إلى نتيجة كما نريدها''· أما عن تأكيد الرئيس أبو مازن بأنه لن يحضر القمة العربية في طرابلس إذا دعي إليها، رأس المعارضة في حماس خالد مشعل، قال عباس زكي ''لقد رد أبو مازن بذلك عن سؤال استفزازي وجه له، لكن مهما يكن، فالقمم ليست للمعارضات بل للرؤساء والشرعيات، وإلا فقد يتم دعوة معارضة كل حكومة، وبالتالي ستصبح قممنا عبارة عن مهرجانات''، مؤكدا بأن ليبيا لن تدعو مشعل