تعتبر ولاية بومرداسالمدينة الجامعية التي تحتوي على التناقضات حسب طلبة جامعتها الذين يصفون إقاماتهم الجامعية بإقامة ''الزوالية'' التي تقابلها إقامة ''الأثرياء''، ويفصل بينهما طريق وتحول المطعم الجامعي إلى ما أطلق عليه الطلبة ''مطعم الرحمة ''أو ''مطعم عابري السبيل''· إقامة طلبة سوناطراك تسيل لعاب طلبة إقامة الذكور أكد طلبة جامعة بومرداس الذين زارتهم ''الجزائر نيوز'' لنقل معاناتهم ومقاسمتهم آمالهم، أنهم يتجرعون الأمرين بإقامتهم الجامعية التي تفتقد حسبهم لأدنى ظروف الإيواء، رغم مطالبتهم في العديد من المرات مسؤولي الخدمات الجامعية بتحسين ظروف إيوائهم، ولكن لا شيء تغير، حسب الطلبة الذين قالوا إن رد المسؤولين دائما يكون أن الجزائر البلد الوحيد الذي يوفر لهم هذه الخدمة مجانا حسب محدثينا الذين راح كل واحد منهم يسرد واقع إقامته التي تفتقد حسبهم لظروف لائقة تساعدهم على التحصيل العلمي، فأول ما تطرق إليه الطلبة ما أسموه بالمفارقات، مشيرين إلى أن إقامة طلبة المعهد الوطني الجزائري للبترول التي تقابل إقامة الذكور الذين قالوا إن رؤيتهم لظروف إيواء هؤلاء الطلبة تزيد من شعورهم بالتهميش على حد قولهم، مضيفين أن هناك من الطلبة الذي تضيق به الأوضاع يطل على إقامة طلبة ''سوناطراك'' ليخبر زملاءه أنه في هذه اللحظة يشعر أنه في بلد آخر وليس في ولاية أخرى يقول الطلبة وهم يتهكمون ويضيفون أنهم أطلقوا على إقامة سوناطراك إسم ''لازفيقاس'' و آخرون ''إقامة الأثرياء'' التي تفصلهم عن ''إقامة الفقراء'' طريق، وقد تفنن الطلبة في إطلاق مختلف التسميات على إقاماتهم وأضدادها على إقامة''سوناطراك''· وفي هذا الصدد، يقول ''رمضان'' إنه اندهش من المظهر الخارجي للإقامة، الأمر الذي زاد من فضوله لمعرفة الوضع داخلها، مضيفا لقد استطعت الدخول إلى أجنحتها وغرف طلبتها لدرجة شعرت، يقول رمضان، أنني في فندق من خمسة نجوم أو أكثر، وهو الأمر الذي يشاطره الطلبة الذين قالوا أن طلبة الكيمياء والمحروقات يطمحون إلى دخول الإقامة في يوم من الأيام، ويكونون جيران ''إقامة الفقراء'' مستقبلا، ويقول طلبة معهد المحروقات أنهم يعملون ما بوسعهم للظفر بمنصب في سوناطراك التي ستضمن لهم إقامة مريحة، ناهيك عن امتيازات أخرى، يقول محدثونا الذين أكدوا أن بغرف طلبة سوناطراك أجهزة تلفاز، وهي مزايا مستبعدة في الوقت الراهن على إقامة ''الفقراء'' على حد قولهم· طلبة في شجار مع العمال يقول طلبة الإقامة الجامعية للذكور التي تقابل إقامة سوناطراك إن وضعهم في الإقامة أصبح لا يطاق على حد تعبيرهم، بسبب غياب أدنى ظروف الإيواء على حد قول محدثينا الذين قالوا إن إقاماتهم تحولت إلى ورشة بناء، نتيجة أشغال إنجاز أجنحة جديدة داخل الإقامة، وهو ما أثار إستياء الطلبة الذين قالوا إن هناك بعض الطلبة دخلوا في مناوشات مع العمال بسبب الأشغال و عدم تمكنهم للركن للراحة ومراجعة دروسهم خلال فترة الإمتحانات، مؤكدين أن العديد من الطلبة يفضل البقاء خارج غرفته من دخولها''فالأشغال لا تتوقف و المشروع يسير بخطى السلحفاة'' يقول الطلبة الذين أضافوا ''أن المؤسسة التي أسندت لها الأشغال توشك على الإفلاس'' على حد قول الطلبة الذين أضافوا أن الوضع بالإقامة يؤرقهم ويزيد من معاناتهم، مشيرين إلى أن البعض منهم يستغل فرصة غياب زملائه في الغرفة لمراجعة دروسه والتركيز، إلا أن غيابهم يعوضه وجود العمال الذين لا يكفون عن إحداث أصوات مزعجة، يقول محدثونا الذين أشاروا إلى المناوشات التي تحدث بين الطلبة في الغرفة الواحدة بسبب اختلاف الذهنيات· وفي سياق متصل، قال الطلبة أنهم يعانون من الإكتظاظ داخل الغرفة التي يتقاسمها أكثر من ستة طلبة في مساحة ضيقة، مشيرين إلى أن الإقامة التي كانت في السابق إقامة طلبة معهد المحروقات والكيمياء تحولت إلى إقامة جامعية بعد إنشاء جامعة أمحمد بوقرة، وتم معها توسيع الغرف على حساب الشرفات التي أصبحت جزءا من الغرفة التي ستتسع لسبعة أشخاص، وفي أحيان كثيرة، لأكثر من ذلك، يضيف محدثونا· إقامات تتحول إلى فنادق تحدث طلبة جامعة بومرداس عن ظاهرة تحول الإقامات الجامعية إلى فنادق تأوي العمال على حد قولهم، مشيرين في ذات الإطار إلى أن العديد من الطلبة الذين أنهوا دراساتهم وتمكنوا من إيجاد منصب عمل في بومرداس أو حتى في الجزائر العاصمة فضلوا البقاء في الإقامة والإحتفاظ بمفتاح الغرفة بدل من العودة إلى ديارهم، مضيفين أنهم يتفهمون زملاءهم الذين لهم الحق في الإحتفاظ بمنصب العمل الذي ظفروا به ولكن ليس على حساب الطلبة، ومؤكدين أن هذه الظاهرة تنطبق على القلة فقط من أصحاب النفوذ الذين يتحصلون على بطاقات الإقامة يقول محدثونا، أو من لهم علاقة وطيدة بأعوان الأمن الذين يسمحون لهم بالدخول إلى الإقامة، ولكن إذا حاول أحد من الأشخاص الدخول إلى الإقامة ولو ليوم واحد أو إضطرته الظروف، فإنه يجد الأبواب موصدة في وجهه ويتحجج كل واحد بتطبيق القانون وأنه ممنوع دخول غرباء عن الجامعة يقول الطلبة الذين أضافوا أن الوضع لم يعد يقتصر على طلبة الإقامة سابقا، وإنما هناك أشخاص لا علاقة لهم بالجامعة يحوزون على غرف و لا أحد يتدخل في الأمر، يضيف محدثونا الذين قالوا أن نفس الوضعية تشهدها إقامات البنات التي هي الأخرى لم تسلم من هذه الظاهرة· المطعم الجامعي يتحول إلى مطعم الرحمة أكد الطلبة الجامعيون في حديثهم ل''الجزائر نيوز'' أن معاناتهم لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما تمتد إلى المطعم الجامعي الذيلا زال يقدم وجباته بنفس الطريقة والمحتوى منذ سنوات عدة، مضيفين في ذات السياق أنهم طالبوا في العديد من المرات الجهات الوصية بالتدخل وتحسين الوجبة، وهو نفس المطلب الذي تردده التنظيمات الطلابية، إلا أن الوضع لا يزال على حاله، يقول الطلبة الذين أضافوا في ذات السياقئأنهم مضطرون لأخذ هذه الوجبة في ظل محدودية دخلهم، واعتماد العديد منهم على المنحة الجامعية التي لم تتغير منذ سنوات يقول محدثونا الذين قالوا أن المطعم الجامعي تحول إلى ''مطعم الرحمة'' كما يسميه الطلبة أو ''مطعم عابري السبيل''، حسب الطلبة الذين قالوا أن المطعم يشهد في حدود منتصف النهار طوابير طويلة غير منتهية، لأنه توقيت خروج عمال ولاية بومرداس وعمال الورشات المجاورة للمطعم الذين يتحولون في هذا التوقيت إلى طلبة، وهو ما أثار استياء الطلبة الذين قال العديد منهم أنه يفضل الإنسحاب لضيق الوقت و ارتباطه بالدروس واستغنائه عن الوجبة بسبب الطوابير المشكلة من العمال الذين يتزاحمون مع الطلبة على وجبة أقل ما يقال عنها أنها لا تليق بالطالب، فما بالك بالعامل الذي يتقاضى أجرا ويزاحم الطلبة على حد قولهم، مضيفين أنهم نقلوا انشغالهم إلى الجهات الوصية التي تراقب بطاقات الإطعام من حين لآخر، إلا أن ذلك لم يشفع لها باعتبار أن العديد من العمال يملكون بطاقات الإطعام، يقول الطلبة الذين قالوا أن المطعم الذي يقع على قارعة الطريق يدخله أي شخص غريب عن الجامعة دون أن يجد معارضة، مشيرين إلى أن البعض منهم أصبح يصطحب زميله إلى المطعم الجامعي الذي تحول إلى مطعم كل الناس على حد تعبير بعض الطلبة·