أعلنت السلطات في تشيلي، أمس الأحد، أن أكثر من 300 شخص لقوا حتفهم، وأن ما يزيد عن مليوني تأثروا بالهزة الأرضية العنيفة التي ضربت البلاد بقوة 8,8 درجة بمقياس ريختر أول أمس السبت· وقال مكتب إدارة الطوارئ إن 15 شخصاً في عداد المفقودين جراء الهزة التي استدعت إعلان حالة التأهب من موجات ''تسونامي'' في كافة الدول المطلة على المحيط الهادئ· ورغم أن زلزال تشيلي فاقت قوته بما بين 700 إلى 800 مرة الهزة التي ضربت هايتي في جانفي الفائت وخلفت أكثر من 200 ألف قتيل، إلا أن وقوعه على عمق 21,7 ميلاً تحت باطن الأرض، ساهم في التخفيف من حجم الدمار الذي تسبب به زلزال هايتي لوقوعه قرب سطح الأرض على عمق 8,1 ميلاً· ولسواحل تشيلي تاريخ ممتد مع الزلازل المدمرة، التي بلغت 13 هزة أرضية تجاوزت شدتها 7 درجات بمقياس ريختر، منذ عام ,1973 وفق مركز المسح الجيولوجي الأمريكي· ونتيجة لذلك، شيدت المباني لمقاومة الاهتزازات الأرضية والصمود في وجه الزلازل، ورغم ذلك ألحقت هزة السبت الدمار على نطاق واسع من مدينة ''كونسبشن''· وقال المركز الأمريكي، إن زلزالا بهذه القوة يمكنه إطلاق موجات تسونامي مدمرة قد تضرب خلال دقائق السواحل القريبة من مركزه كما يمكنها الوصول إلى الشواطئ الأبعد خلال ساعات· وتتأهب اليابان حالياً لموجة تسونامي، وقامت بإجلاء مئات الآلاف من المناطق الساحلية، وقال شهود إن المباني اهتزت كما انقطعت الكهرباء في أجزاء من العاصمة سانتيغو· وتسبب في دمار كبير شمل البنايات والطرق في مناطق متعددة في تشيلي وضمنها العاصمة التي اندلعت النار في أحد مصانع الكيماويات فيها، كما انقطعت إمدادات الماء والكهرباء وخطوط الهاتف وتضرر مئات الآلاف من السكان· وفضل مئات السكان البقاء بالخارج خشية المزيد من الانهيارات بسبب الهزات الارتدادية التي بلغت 7,6 هزة· ودعت رئيسة تشيلي، مشيل باشليت، المواطنين إلى التحلي بالهدوء قائلة: ''نحن نعمل كل ما في وسعنا ضمن إمكانياتنا''، وأضافت قائلة في كلمة متلفزة: ''جبروت الطبيعة أضرت بشدة ببلادنا، والآن علينا مواجهة هذه المحنة والوقوف مجددا''· يذكر أن مركز الهزة التي ضربت في الساعة 3403 صباحاً، يقع قبالة سواحل الباسفيك على عمق نحو 22 ميلاً شمال غرب تشيلي، وهي على بُعد عدة أميال فقط شمال المنطقة التي شهدت أعنف هزة أرضية في التاريخ، وبلغت 9,5 درجة في ماي عام ,1960 أسفرت عن مقتل 1655 شخص، وأطلق موجات تسونامي عاتية في المحيط·