في الأيام القليلة الماضية، أثار قرار مصعب حسن يوسف في عقده الثالث، نجل قيادي حماس في الضفة الغربية الشيخ حسن يوسف، نشر كتابه في الولاياتالأمريكيةالمتحدة تحت عنوان ''ابن حماس''، الكثير من الجدل، خاصة أن صاحب الكتاب اتهم لزمن طويل بالعمالة للشاباك، واتهم حتى بالتسبب في اعتقال والده، واعترف هو بالعمالة قائلا: ''أصبحت في سن الثانية والعشرين مصدر الشاباك الوحيد داخل حماس، الذي كان قادرا على دخول الذراع العسكرية والسياسية''، وهي ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مصعب هذه الضجة· ففي نهاية التسعينيات ثارت ضجة حول إعلانه اعتناق المسيحية، وهو الأمر الذي نفته حماس بشكل قطعي في ذلك الوقت، لكن مصعب ظل مصرا على إحداث المفاجأة لحماس الذي نجح في اختراق مطبخها العملياتي المصغر لمدة 14سنة. اليوم، يخرج مصعب للحديث عن ما جرى خلال هذه ال 14 سنة، ويتهم والده وكل من معه في حماس بأنهم إرهابيين هنا نورد لكم الحلقة الثانية من القصة الكاملة للجاسوس، كما وردت في صحيفة هآرتس العبرية· في أثناء المقابلة الصحفية كلها يبرز استعمال مصعب يوسف لضمير المتكلم الجمعي· ''نحن''، و''اعتقلنا''، في حين يتناول عمل الشاباك· يشهد بأن له في كاليفورنيا قميصا كتب عليه بالإنجليزية ''أنا أعمل عملا سريا لا أعلم ما هو - جهاز الأمن''· يقول ويضحك: ''يوجد لي قميص للجيش الإسرائيلي أيضا، بلون زيتي مع الشعار الذي أحبه جدا''· في 1999 كان في لبّ قيادة حماس في الضفة، وصحب أباه في كل مكان· كما ينشر لأول مرة في الكتاب، فكر الشيخ حسن يوسف بإقامة حماس في الضفة قبل أن تقام رسميا بسنة· في ,1986 يحكي ابنه في الكتاب، التقى أبوه في الخليل الشيخ أحمد ياسين ومحمد جمال النتشة، ومحمد مصلح وآخرين، وخططوا لإقامة المنظمة· في ديسمبر 1987 فقط أعلنت حماس عن إقامتها رسميا· في سبتمبر ,2000 عندما كان أريئيل شارون يوشك أن يزور جبل الهيكل، كان من الطبيعي أن يصحب مصعب يوسف أباه إلى اللقاءات· في 27 أيلول، قبل زيارة شارون بليلة، التقى الشيخ يوسف مروان البرغوثي، قائد التنظيم في الضفة وعددا من رؤوس الفصائل الأخرى· ''حملته إلى اللقاء وعندما عدنا قال لي أنهم اتفقوا على أن يخرجوا من الغد بعد زيارة شارون للحرم مظاهرات وانتفاضة آخر الأمر· كانت خططهم إثارة أحداث شغب تستمر أسبوعين أو ثلاثة· خططوا للانتفاضة لم تشأ قيادة حماس في الخليل وفي غزة المشاركة في أحداث الشغب، لأنها زعمت أن عرفات لا يستحق أن يساعدوه بعد أن طارد حماس على نحو شديد جدا· وفي الحقيقة لم تشارك حماس في غزة في المظاهرات في بدء الانتفاضة· لكن أبي كان مؤيدا لذلك''· ماذا يعني خططوا؟ أطلب إليهم عرفات فعل ذلك؟ ''لا أستطيع أن أقول لك بيقين أنه أعطى أمرا· لكنه بارك النهج· أيها المرء، ما الذي تعتقد - كان البرغوثي وحسين الشيخ، وكل أولئك الذين نظموا المظاهرات، يلتقون عرفات كل يوم· فما الذي تحدثوا فيه هناك آنذاك؟ لكن ليس هذا أسوأ شيء تبينته آنذاك عن عرفات· كنت أنا الذي كشفت عن أن الخلية الأولى من كتائب شهداء الأقصى كانت في واقع الأمر جماعة من أناس الحرس الرئاسي لعرفات، القوة ,17 حصلت على أموال من مروان البرغوثي، حصل عليها من عرفات· كيف نجحت في الكشف عنهم؟ ''في تلك الفترة بدأت العمليات الأولى على المحاور في أنحاء الضفة، في مواجهة المستوطنين وجنود الجيش الإسرائيلي· تلقيت مكالمة هاتفية من الكابتن لؤي قال لي إن لديهم معلومات عن أن عددا من الأشخاص غير المعروفة هوياتهم زاروا ماهر عودة، وهو مسؤول كبير في الذراع العسكرية لحماس، ويجب أن أفحص من هم· كنت قد عرفت عودة في السجن عندما كان مسؤولا عن ''مجد''، وهي الجهة الأمنية المسؤولة عن التعذيب· لقد سلك بسرية كبيرة· سافرت في ذلك المساء في سيارة وأقمت بالقرب من بيته· بعد نحو من نصف ساعة خرج عدد من المسلحين من مبناه ودخلوا سيارة شيفروليه خضراء ذات ألواح بالعبرية· بدأت أتابعهم وفقدتهم· غضبت على نفسي لأنني فقدتهم· في اليوم التالي، وبسبب توتر الأعصاب، خرجت بسيارتي وسافرت في المدينة كلها لأبحث عنهم· قنطت آخر الأمر ودخلت مرآبا لغسل السيارة· فجأة رأيت الشيفروليه الخضراء تمر· قال صاحب المكان الذي علم أنني ابن الشيخ، أنهم من أفراد القوة 17 وأنهم يسكنون بيتونيا· لم يكن ذلك منطقيا· لماذا يسكن أناس القوة 17 خارج المقاطعة ويكونون مشاركين في العمليات؟ سافرت إلى العنوان الذي أعطاني إياه وعثرت على سيارة الشيفروليه الخضراء· ومن ثم أسرعت إلى إبلاغ لؤي· لم يصدق قائده· فما الذي يجعل حرس عرفات الشخصي يفعل ذلك؟ يجب أن نتذكر أنهم اعتقدوا حتى ذلك الحين أن كتائب شهداء الأقصى ربما يكونوا جماعة من حماس، ولم يعلموا عنهم شيئا· قالوا لي لا يمكن أن أكون رأيت ذلك· ''أغضبني ذلك جدا''· سألني لؤي أأنا واثق من أنها شيفروليه لا بي أم في· سافرت مرة أخرى إلى البيت ورأيت في الموقف في المقابل سيارة مغطاة بغطاء أبيض· تقدمت بهدوء إلى السيارة ورفعت الغطاء قليلا· تبينت BMW من طراز .82 اتصلت بلؤي وأخبرته بالسيارة· مرحى! وجدناهما، صرخ· تبين أن السيارة التي وجدتها قد استعملوها في جميع العمليات الأخيرة التي قتل فيها 12 شخصا· ''بعد مضي زمن قصير حاصرت قوات الجيش الإسرائيلي المبنى في بيتونيا لكن الجماعة لم تكن هناك· لقد أدركوا أنهم كشفوا وسارعوا إلى الاختباء في المقاطعة· كان هناك إثنان مركزيان: احمد غندور ومهند أبو حلوة· قتل غندور بعد شهور كثيرة بإطلاقه رصاصة من سلاحه· وأرسل لأبي حلاوة أشخاصا آخرين بعد ذلك لتنفيذ عمليات· كان نموذجا مريبا، اعتاد أن يجول حاملا رشاشا ثقيلا في وسط الشارع وأن يطلق النار في كل فرصة· أراد الشاباك اغتياله وأبلغت لؤي أنني موافق على المهمة حتى لو كان معني ذلك أن يقتل· شعرت بأنه لا مناص وإلا فسيستمر مهند على قتل أبرياء· ''في الرابع من أوت 2001 انتظرت خارج مكتب مروان البرغوثي إلى أن شاهدت أبا حلاوة يدخل عليه· بعد مضي بضع ساعات خرج ودخل سيارته الغولف المذهبة· أبلغت الشاباك أنه في السيارة وحده، كان من المهم لهم ألا يصاب مروان البرغوثي· انتظر الإسرائيليون قليلا حتى أصبح في السيارة في منطقة مفتوحة ثم أطلقوا عليها صاروخا· يبدو أنه رأى الصاروخ يقترب وحاول أن يقفز خارجا، لكن الصاروخ أصاب السيارة وطار من السيارة· وصاروخ ثان أصاب الرصيف· كنت أنا أجلس في سيارة على بُعد 100 متر من هناك، شعرت بقوة الارتداد· اشتعلت السيارة وكذلك مهند لكنه لم يقتل· في ذلك المساء سافرت مع أبي لزيارة مهند في المشفى، كان وجهه محروقا وصعب عليّ أن أنظر إليه· لكنه شفي وواصل رحلة قتله· تم اغتياله بعد مضي بضعة أشهر فقط، فقد أطلقت مروحيتان عليه النار عندما خرج من مطعم في بيتونيا''· مثل زعيم في حماس عرف ''الأمير الأخضر'' كيف يستعمل اسم أبيه كي ينشئ لنفسه شبكة علاقات داخل المنظمة· بعد اغتيال الشيخ جمال سليم وجمال منصور في نابلس، وهما إثنان من أصدقاء أبيه، في جويلية ,2001 قرر أن يعزل أباه وأن يخفيه كي ينقذه من الموت· أخرجه من بيت العائلة، وأسكنه فندقا وأقال حراسه· أبلغ الشاباك آنذاك بمكانه لكنه اتفق مع مستعمليه على ألا يقترب أي إسرائيلي من أبيه· ''بدأت في تلك الفترة أتصرف مثل زعيم في حماس''، يقول ''جلت حاملا بندقية أم ,16 وأكدت رابطة الدم مع الشيخ وجلت مع أعضاء الذراع العسكرية في حماس، الذين كانوا على ثقة من أنني عالم بكل ما يحدث في قيادة المنظمة· حدثوني عن مشكلاتهم واستقيت معلومات أكثر فأكثر''· بل نجح مصعب في أن ينشئ علاقة مباشرة برئيس مكتب حماس السياسي، خالد مشعل، في دمشق، وتحادثا مرة كل أسبوع بالهاتف· يورد في كتابه كيف طلب الموساد مساعدة الشاباك للكشف عمن هو ذلك ''الرجل الخطر'' في رام الله، الذي يحادثه مشعل على نحو ثابت· يكتب مصعب إن الشاباك اختار أن يحفظ سره من الموساد· وهكذا كتب في كتابه عن تلك الفترة: ''أصبحت في سن الثانية والعشرين مصدر الشاباك الوحيد داخل حماس، الذي كان قادرا على دخول الذراع العسكرية والسياسية والفصائل الأخرى أيضا· لكنني علمت أنني لا أتحمل هذه المسؤولية وحدي· كان واضحا عندي أن الله أقامني في هذا الوضع في قلب حماس والقيادة الفلسطينية، وفي اللقاءات مع ياسر عرفات وقوات الأمن الإسرائيلية· أصبحت في موقع متميز لفعل العمل واستطعت أن ''شعر بأن الله كان معي''· أبعد عن العلاقة المباشرة بعرفات، كما قال بسبب خطأ غير إرادي: ''التقيت عرفات عدة مرات عندما صحبت أبي في اللقاءات التي أجراها معه· لم أحبه لكنني لم أستطع إظهار ذلك· قبلني ذات مرة ومسحت الرطوبة على نحو غريزي· شعر بالإهانة وشعر أبي بالحرج ومنذ ذلك الحين لم يأخذني إلى لقاءات أخرى معه''· كذلك لم يثر مروان البرغوثي تقديرا فيه· إنه إرهابي مع دم إسرائيليين كثير على يديه· برغم أن الشاباك أبغضه، لم يشأ تصفيته كي لا يصبح قديسا معذبا· عرفت مروان عن طريق أبي· صحبته إلى لقاءات مع مروان في بدء الانتفاضة· أصبحت عند حماس شبه وسيط بين المنظمة والفصائل الأخرى، وبخاصة عندما نزل أبي تحت الأرض وتوجهوا إليّ من المنظمات الأخرى مرات كثيرة طالبين مواد متفجرة وسلاحا· اعتقد كل واحد أن عندي ما اقترحه ووثق بي لأنني ابن الشيخ· ''هكذا أتاني أحمد ''الفرنسي'' البرغوثي، مساعد مروان المخلص، الذي أبلغني أنه محتاج إلى مواد متفجرة كثيرة من أجل عدد من المخربين المنتحرين الآتيين من جنين· قلت له إنني سأحاول أن أرتب له شيئا ما، لكنه في تلك الليلة أرسل أحدهم لتنفيذ العملية في سي - فوود ماركت في تل أبيب· منذ اليوم التالي اعتقلنا جميع الآخرين''· مظلة حماية الشيخ ''لأبي الحبيب وعائلتي المصابة· لضحايا النزاع الإسرائيلي الفلسطيني· لكل حياة الناس الذين أنقذهم إلهي· لعائلتي، أنا فخور بكم جدا· إن إلهي فقط يستطيع أن يرى ما الذي جرى عليكم· أدرك أن ما فعلته سبب جرحا عميقا آخر قد لا يندمل في هذه الحياة وربما تضطرون إلى معايشتي هذا العار أبدا··· مع الحب، ''بنكم''· (من مقدمة الكتاب)· في المقابلة الصحفية الحالية، كما في اللقاء السابق أيضا، عاد ''الأمير'' وأكد مبلغ حبه لأبيه· يقول لؤي أيضا أنه سمع منه كثيرا عن التربية على حب البشر التي تلقاها من أبيه· ومع ذلك كله كان هذا الابن هو المسؤول عن اعتقال أبيه ونقل المعلومات التي أفضت إلى اعتقاله· وإلى ذلك ولكي يغطي على حقيقة أنه مصدر المعلومات استعمل مصعب أمه: قال لها أين يختبئ أبوه كي تسافر للقائه، تم الاعتقال بعد دقائق من وصول الأم إلى الشيخ يوسف، وفي حماس - كما في الجيش الإسرائيلي أيضا - افترضوا أن متابعيها تبينوا على هذا النحو مكان اختبائه· ''الولد أنقذ أباه''، يدافع عنه الكابتن لؤي· ''لو لم يكن هو لكان أبوه مات عشر مرات· أصبح في الحقيقة شبه مظلة حماية لأبيه، وقد فهم ذلك· ذات مرة، بعد العملية في بيت إسرائيل في القدس، أصدر اريئيل شارون أمرا بإطلاق النار على كل متحرك متنفس من حماس، تقريبا· طرح اسم أبيه للنقاش على أنه مرشح للاغتيال· أكد مصعب أن أباه مهم له وأن حياة الناس عزيزة عليه عامة وهكذا منع اغتياله''· بعد وقت قصير من اعتقال الأب في صيف ,2002 دبر مصعب يوسف مع لؤي أمرا لاعتقاله (مصعب)· اعتقل عدة أشهر في اعتقال إداري والتقى أباه في السجن مثل معتقلين تماما· أطلق مصعب من السجن في أفريل .2003 في مارس ,2001 خرج صديق طفولة لمصعب، هو ضياء الطويل، ابن أخ مسؤول كبير في حماس، في عملية انتحارية في التلة الفرنسي· ارتاب الشاباك بخمسة مسؤولين كبار في المنظمة قد يكونون مشاركين هم: محمد جمال النتشة، وصلاح تلاحمة، وإبراهيم حامد، وسيد الشيخ قاسم وحسنين رمانة· عرف مصعب الخمسة كلهم من الفترة التي سبقت الانتفاضة، بل انه أقل حامدا إلى بيته عندما سرحتهم السلطة الفلسطينية من السجن في بدء الانتفاضة· في صيف ,2001 لم يعلموا في الشاباك وفي الجيش الإسرائيلي بعبد الله البرغوثي· تركت العملية التفجيرية في ادولفيناريوما في جوان، وبعدها العملية في مطعم سبارو في القدس في أوت، الشاباك في حيرة، لأنه لم يدرك أحد من هو المهندس الذي أعد متفجرات في هذه القوة التي لم يسبق لها مثيل· يقول مصعب إن ءة أبلغت السلطة الفلسطينية بأنها تعلم أن عبدالله البرغوثي ينتج المتفجرات الفتاكة، وأنه يسكن عند قريبه بلال البرغوثي· اعتقل الأمن الوقائي لجبريل الرجوب الإثنين في ذلك اليوم· عقب ضغط الإدارة الأمريكية على السلطة الفلسطينية لتعمل في وقف العمليات التفجيرية، وطلب إلى مروان البرغوثي أن ''يهدأ'' عبدالله و''زن يفهم ما هي خططه· لم يكن عبدالله البرغوثي مشايعا تماما لحماس فقد كان شبه ''منتم حر''، عمل مع جميع المنظمات لكنه كان أكثر موالاة للمنظمة الإسلامية· لهذا عندما هب مروان البرغوثي لأداء المهمة التي ألقيت عليه، قرر أن يضم إليه الشيخ حسن يوسف· أقل مصعب أباه إلى قيادة الأمن الوقائي· جلس عبدالله في غرفة كبيرة ودخن سيجارة· توجه إليه أبي الذي لم يعرفه وبين له أنه إذا حدثت عمليات تفجيرية أخرى مثل عملية الدولفيناريوم أو سبارو، فإن إسرائيل ستغزو الضفة وتمس بالسلطة، وستحتجز في الفرصة نفسها عبدالله أيضا· لقد أراد أن يمنع كل عملية· ''قال عبد الله إنه أرسل أربع شحن ناسفة فتاكة إلى نابلس كي تركب هناك في سيارات ملغومة تفجر قرب سيارة وزير الخارجية آنذاك شمعون بيرس· وتحدث أيضا عن شحن ناسفة أرسلها إلى الشمال من هناك، ترمي إلى المس بأعضاء كنيست يهود· لكن عبد الله بين أنه لا يعلم من هم الأشخاص وأن كل ما يملكه رقم هاتف· وافق على إجراء مكالمة هاتفية لإلغاء العملية· لم يشأ مروان أن نتصل من هاتفه الخلوي، ولم يوافق أبي أيضا على استعمال هاتفه لذلك· تم الاتفاق على أن أذهب لشراء هاتف خلوي جديد وأن نبيده بعد المكالمة الهاتفية· اشتريت هاتفا، وكنت قد أبلغت في تلك الأثناء الشاباك بالرقم الذي يتابعون التصنت عليه، وعدت إلى عبدالله واتصل بمن اتصل بهم· كان الشاباك يصغي إلى كل شيء· استقر الرأي في ذلك اليوم على تعزيز حراسة أعضاء الكنيست الإسرائيليين كخطوة وقائية''· تم حجز عبدالله البرغوثي عدة أشهر أخرى في موقع الأمن الوقائي ومن جملة أسباب ذلك الضغط الأمريكي· لكن عندما طرأ تدهور آخر على الوضع، بعد اغتيال رائد الكرمي في طولكرم، أطلق سراحه· يزعم مصعب يوسف أن الإطلاق تم على أثر ضغوط استعملها مروان البرغوثي على رجوب·''في اليوم الذي أطلق فيه عبدالله التقاه مروان وأعطاه في يده ألفي دولار وأمره بأن يختفي وأن يفعل ما يجب عليه فعله''· نجح عبدالله البرغوثي في التهرب من مطارديه مرة بعد أخرى بل أنه سكن بيتا أقام الجيش موقعا عليه بغير أن يعلم من يوجد تحته· في مارس 2003 فقط اعتقله الشاباك· كان مصعب آنذاك في السجن الإسرائيلي محاولا أن يصرف عنه شبه التعاون·