تزامن، عرض مسرحية ''شهرزاد لالة النساء'' لمخرجته التونسية دليلة مفتاحي، أول أمس، مع اليوم العالمي للمرأة، العرض يمكن إدراجه ضمن مسرح الواقع بالنظر لطبيعة الموضوع الذي يعالجه· عالج، موضوع المسرحية، واقع المرأة العربية التي حققت اليوم أهدافا كثيرة، لم تكن المرأة في السنوات القليلة الماضية تحلم بها، حيث اقتحمت كل مجالات العمل، السياحة والسفر، بل حتى أخطر أنواع الرياضة كالملاكمة والرياضات الميكانيكية· قصة المسرحية عبارة عن شبه رحلة في الزمن قام بها الملك التاريخي ''شهريار'' الذي قام بدوره الممثل الجزائري ''حليم زريبع'' بعد أن تعذب بأشباح النساء الكثيرات اللائي قتلهن بدون سبب، رحلة قام بها من أجل البحث عن ''شهرزاد'' المرأة التي حيرت عقله ·· شهريار في هذا الزمن يلتقي بهذه الشهرزاد التي يحاول أن يعاملها كشهرزاده ويخضعها لنزواته، لكن شهرزاد 2010 لم تعد تلك التي عرفها، فهي اليوم تعرف أكثر مما يعرفه هو، فحكت له كل قصص النساء المناضلات، من تلك التي المناضلة في مدينة غزة المحاصرة التي اعتقلت وعذبت دون أن تشي بإخوانها، مرورا بتلك التي ناضلت مع إخوانها المجاهدين في معظم أقطار المغرب الكبير في الصباح لتعود في الليل إلى منزلها للإعتناء به، وقد وصلت إلى غاية تلك المرأة التي نافست الرجال في رياضة الملاكمة، شهرزاد لم تكتف بالسرد والحكي، بل تحدت شهريار في عدة أشياء وكسبت الرهان ضده رغم صغر حجمها وضخامة الملك· شهريار، في البداية، لم يصدق ما رآه و سمعه، ورفض أصلا أن تتحداه شهرزاد، ليخلص في الأخير إلى ضرورة قبولها كما هي لأنه لكل زمان شهرزاده واستحالة إيجاد شهرزاد كتلك التي يبحث عنها في هذا الزمان· لم تكن المسرحية نصا وأداء وفقط، بل تعدت ذلك إلى تجربة احترافية مسرحية كاملة، فقد كانت المؤثرات الصوتية التي اشتغل التونسي محمد فاتح سلمي عليها، بمشاركة ابن بلده أمير لعيوني في تصميم الموسيقى التي تماشت مع مجريات العرض دون أخطاء· أما الإضاءة التي صممها أيضا التونسي حاتم لحشيشة فقد كانت في المستوى باستخدام تقنية الليزر في تجسيد الأشباح، وفي هذا الصدد أكد حاتم لحشيشة أن المسرح الاحترافي في 2010 لا يهمل أي جانب، ويجب أن تكون الإضاءة والصوت من أولويات المخرج إن لم نقل المؤلف·