مثل، صبيحة أول أمس الخميس، رئيس بلدية تيزي وزو السيد محند مولود بلحاج للإستماع من طرف خلية الشرطة المالية التابعة للشرطة القضائية لأمن تيزي وزو، للتحقيق معه في قضية اختلاس وسرقة ممتلكات تابعة للبلدية، وتضخيم فواتير· كما تم التحقيق كذلك مع منتخبين من المجلس البلدي منتمين للأفالان، وكلهم متهمون بالسرقة والإختلاس، في الوقت الذي يحضر فيه رئيس البلدية لإعداد ملف طبي خاص بالأمراض العقلية للتهرب عن المسؤولية· جاء التحقيق، حسب ما علمته ''الجزائرنيوز'' من مصادر من داخل البلدية، بأمر من وكيل الجمهورية لمحكمة تيزي وزو الذي أصدر أمرا لمصلحة الشرطة القضائية للتحقيق مع رئيس البلدية إثر رفع والي ولاية تيزي وزو دعوى بخصوص اختلاس ممتلكات البلدية وفاتورة بقيمة 4 ملايير سنتيم، وشبهات حول تضخيم فواتير اقتناء ممتلكات للبلدية· وأضافت مصادرنا أن الشرطة القضائية إستمعت يوم الأربعاء المنصرم ل 4 منتخبين بلديين من الأفافاس ومثلهم من كتل حزبية أخرى بخصوص القضية المتعلقة بتحويل تجهيزات ومواد بناء تم اقتناؤها بأموال البلدية، أواخر سنة ,2008 والتي قدرت قيمتها المالية ب 5,11 مليون دينار· وفي هذا الإطار، كشفت مصادرنا أن هذه المواد تتكون أساسا من دورات الإسمنت (خرسانة) الآجر، والإسمنت، واستنادا لمصادرنا، فإن هذه المواد لم يتم استلامها أصلا بحظيرة البلدية، حيث تم تحويل هذه المواد والبضائع إلى وجهات أخرى لفائدة لأطراف معينة· وذكر محدثنا أنه تم تسجيل حمولة تتراوح بين 15 و20 طنا من الإسمنت فقط دخلت حقيقة حظيرة البلدية· وحسب مصادر مطلعة على ملف التحقيق، فإن منتخبي الأرسيدي في المجلس الشعبي لبلدية تيزي وزو، حاولوا التهرب من المسؤولية وادعوا أنه لا تربطهم أية صلة بهذا الملف القضائي،ئوأكدوا في تصريحاتهم للمحققين أن القضية لا تعنيهم، وأنهم ليسوا على علم بأي شيء بهذا الشأن، في الوقت الذي أكدت مصادر من داخل مبنى البلدية أن هؤلاء المنتخبين الذين ينتمون للأرسيدي هم مسؤولون عن اللجنة المالية ومنصب نائب رئيس لجنة العمران والمدينة· وأكدت ذات المصادر، أن محققي الشرطة المالية ركزوا بصفة خاصة على شخصين متهمين في هذه القضية ويتعلق الأمر برئيس بلدية تيزي وزو محند مولود بلحاج وهو المتهم الرئيسي والرئيس السابق للجنة المالية ناصر ولد الشيخ وكلاهما ينتميان لحزب جبهة التحرير الوطني· وحسب هذه المصادر فإن الشرطة القضائية تحقق كذلك في صفقة تم إبرامها مع ممول مختص في مجال قطع غيار السيارات والشاحنات في سنة ,2008 بقيمة 47 مليون دينار، وهي القيمة المالية التي أكدت لنا مصادر مختصة بهذا المجال أنها تكفي لتجديد لحظيرة البلدية كلها، وهو ما يطرح عدة تساؤلات عن القيمة المالية المقدرة بالضبط ب 4 ملايير و698 مليون سنتيم أنفقت كلها على قطع غيار· وفي هذا السياق أكدت مصادرنا أن صفقة قطع الغيار هذه ظفر بها أحد التجار الخواص بمدينة تيزي وزو أمام منافس واحد، لكونه معروف بتعاملاته مع البلدية وعقد صفقات مشبوهة، وتضخيم فواتير السلع مع أطراف من داخل المجلس البلدي· وحسب مصادرنا فإن هذه الفاتورة الخيالية لم تلفت انتباه أي منتخب محلي أو مسؤول في ذلك الوقت، ما عدا منتخب واحد من الأفافاس الذي عارض عقد الصفقة بهذه القيمة المالية، لكنه تم تجاهل معارضتهومررت الصفقة من طرف الولاية التي حررتها وتكفلت بالقضية، واستفاد الممول من أمواله بعد تصديق المجلس البلدي على اقتراح سندات الميزانية، حسب ما جاء في قرارات التسجيل الصادرة في الميزانية التكميلية للبلدية لسنة .2008 صفقة لاقتناء مستلزمات رياضية ب 300 مليون سنتيم وحسب ما جاء في ملف التحقيق فإن خلية الشرطة المالية التابعة للشرطة القضائية تبحث أيضا في هذا التحقيق المعمق في تفاصيل الصفقة المالية التي تم إبرامها لاقتناء أغراض ومستلزمات رياضية، حيث أكدت مصادرنا، أنه تم استجواب مسؤولي البلدية بخصوص إبرام صفقة مشبوهة خاصة بأدوات وملابس رياضية وبدلات خاصة بالعمل، وهي الصفقة التي أبرمت مع تاجر بالتجزئة من ولاية بومرداس، وقد تم ذلك في شهر أكتوبر .2008 وحسب ما جاء في الفاتورة رقم 08/ ,2008 فإن المؤسسة المسماة ''ميريولي'' الواقعة بولاية بومرداس زودت بلدية تيزي وزو، تبعا لسند الطلب رقم 047743 المؤرخ بتاريخ 19 أكتوبر ,2008 حصة تتمثل في 500 بدلة رياضية كاملة، من علامة ''أديداس'' بقيمة 3200 دج للوحدة، و500 قميص بقيمة 1200 دج للوحدة، أي بقيمة إجمالية قدرها 60 مليون سنتيم، و500 سروال رياضي قصير ب 580 دج للوحدة، أي بقيمة إجمالية بلغت 29 مليون سنتيم، و500 وحدة جوارب رياضية ب 240 دج للوحدة أي بقيمة 12 مليون سنتيم، وحسب الفاتورة فإن كل هذه الأغراض الرياضية كلفت البلدية 300 مليون سنتيم· هذا وقد اكشفت مصادرنا أن الفاتورة التي جاء فيها أن هذه الأغراض التي تحمل علامة ''أديداس'' أصلية ومستوردة، هي في الحقيقة محلية الصنع وقد تم تضخيم الفاتورة لاختلاس أموال البلدية· وفي نفس السياق، أضاف مصدرنا أن هذا الممول الذي تورط هو الآخر في هذه القضية زود البلدية ب 200 كرة، 300 أوسمة، 120 كأس من مختلف الأشكال والأنواع والأحجام، وكلها بيعت بسعر السلع المستورة بالرغم من أنها محلية الصنع، وقد قدرت فاتورتها الإجمالية ب 807 ألف دينار جزائري، بكل الرسوم، وقذ أبرمت هذه الصفقة بموجب سند طلب رقم 047744 موقع من طرف رئيس البلدية الحالي محند مولود بلحاج بتاريخ 19 أكتوبر .2008 وفي 22 أكتوبر 2008 حرر رئيس بلدية تيزي وزو طلب اقتناء أغراض العمل والأمن تحت رقم 043582 من مؤسسة تدعى ''سكيرات'' يقع مقرها ببودواو بولاية بومرداس بمبلغ مالي قدره 88,1 مليون دينار، وتم تحويل هذه السلع يوم 12 نوفمبر 2008 بموجب فاتورة تحمل رقم .200809 رئيس البلدية يحضر ملف طبي خاص بالأمراض العقلية حسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر مؤكدة، فإن رئيس بلدية تيزي وزو محند مولود بلحاج البالغ من العمر 74 سنة، والذي تولى رئاسة البلدية في نوفمبر ,2007 يحضر لملف طبي مع أحد الأطباء المختصين في الأمراض العقلية سعيا منه للتستر وراء الإصابة بمرض عقلي، قصد الإفلات من المسؤولية، لكن مصادرنا أكدت أن هذه الحيلة لن تنجي ''المير'' لأن الصفقات المشبوهة التي أبرمها تمت في سنة 2008 حيث كان حينها في وضع صحي جيد، وهو يحاول إعداد هذا الملف في الوقت الذي تم فيه فضح الحقائق حيث وصل التحقيق إلى نهايته· هذا وتبقى بلدية تيزي وزو مسرحا لكل أنواع الفضائح التي يصنعها المسؤولين، وتتزايد حدة الصراعات الداخلية بين المنتخبين فيما بينهم وكذا مع الإدارة، التي تطبعها لعبة المصالح الشخصية·