''الجارة'' عنوان فيلم جزائري تم عرضه، أمس، بقاعة الموقار، تزامنا والأسبوع الثقافي للفيلم الفكاهي الجزائري· الفيلم لمخرجه الغوثي بن ددوش، أما البطولة فتقاسمها نخبة من الوجوه المعروفة على الساحة الجزائرية أمثال عايدة كشود، ليندة ياسمين، فتيحة سلطان، سعيد حلمي، إلى جانب الممثلة الفكاهية بيونة، وتدور أحداثه حول وضعية العائلات الجزائرية التي كانت تتميز ببساطة العيش خلال السنوات الماضية، وجسد المخرج تلك الأحداث في بيت عاصمي كانت تقطنه أكثر من عائلة، وكشف صاحب الفيلم عن الحياة اليومية للعائلات هناك، حيث كانت البساطة والحميمية، الأمر الذي جعل العائلات تخلق جوا عائليا واحدا، فأحيانا يكون الحال على أحسن ما يرام، ومرات أخرى تتصاعد الخلافات والتوترات فيما بينهم ويتم ذلك لأتفه الأسباب· فيلم ''الجارة'' يعود بالمشاهد إلى فيلم ''الحريق'' لمصطفى بديع، ذلك الفيلم الذي كشف عن الحياة البسيطة والمؤلمة التي كان يتخبط فيها المجتمع الجزائري، والشيء نفسه ينطبق على فيلم ''الجارة'' الذي صور لنا بصدق التقلبات الاجتماعية والاقتصادية التي كان يعاني منها المجتمع الجزائري، مخرج فيلم ''الجارة'' سلط الأضواء على معيشة العائلات الجزائرية خلال نهاية التسعينيات، حيث كشف مظاهر الفقر التي لاحقت أشباحها بعض الجزائريين، كما تم طرح مشكل الزواج وارتفاع نسبة العنوسة بين الجنسين، إلى جانب الخيانة الزوجية التي شهدت في تلك الآونة ارتفاعا متزايدا· الشيء المميز في الفيلم أنه قُدم بطريقة جزائرية محضة، حيث كل مشاهد جزائري يرى نفسه من خلال المشاهد المتنوعة للفيلم، وما زاد من جمال الفيلم رغم قِدمه، أنه تم عرضه في قالب فكاهي هزلي، كما أن الممثلة بيونة استطاعت بشخصيتها المرحة أن تشد انتباه المشاهد للفيلم في متعة جميلة لا تخلو من الفرجة· للإشارة، شهدت قاعة الموقار إقبالا رائعا للحضور· وعبر أحد الحضور ل ''الجزائر نيوز'' عن رأيه في الأفلام الجزائرية القديمة، وقال ''والله مشاهدة مثل هذه الأفلام القديمة مفخرة لنا كجزائريين، ومن جهة أخرى نعتز بالسينما الجزائرية التي كانت تقدم أفلاما في المستوى رغم الوسائل البسيطة التي كانت متوفرة في السنوات الماضية، وبما أنني من عشاق السينما الجزائرية، فإنني أتردد إلى هنا كلما سمحت الفرصة بذلك''·