أقدم، صبيحة أمس، سكان ثلاث قرى ببلدية ماكودة الواقعة على بعد 22 كلم شمال مدينة تيزي وزو، على غلق مقر البلدية ومقر الدائرة، فيما دخل تجار المنطقة في إضراب عن العمل وقاموا بغلق محلاتهم وشل الحركة التجارية طيلة اليوم، كما قاموا كذلك بشل نشاط مختلف المصالح بما فيها مصلحة الحالة المدنية، إحتجاجا على قرار بعض قرى المنطقة التي تعارض إنجاز مشروع مقر البلدية الجديد على مستوى القطعة الأرضية التي تحتضن مدرسة قديمة بالرغم من هذه الأخيرة مهددة بالإنهيار في أي وقت· شهدت، صبيحة أمس، بلدية ماكودة شللا كليا بمختلف مصالح الخدمات وغلق المكاتب ومنع المواطنين من استخراج وثائق الحالة المدنية، في إطار حركة احتجاج نظمها سكان ثلاث قرى هي قرية إذعيشن، قرية ستيتة وقرية ثنقاشين، وهي القرى التي تطالب السلطات المحلية بتجسيد مشروع مقر البلدية الجديد بالقطعة الأرضية المخصصة لهذا المشروع، والتي توجد بها حاليا مدرسة إبتدائية قديمة، وفي هذا السياق، أكد ممثلو المحتجين ل ''الجزائر نيوز'' أن بلدية ماكودة إستفادت مؤخرا من مشروع إنجاز مقر جديد للبلدية، ونظرا لنقص العقار في المنطقة قرر المسؤولون المحليون هدم هذه المدرسة بغرض إنجاز المشروع الجديد بذات القطعة· وفي هذا الصدد، أشار محدثونا إلى أن البلدية عينت لجنة خاصة تتكون من ممثلين عن مديرية التربية والبلدية ومكتب الدراسات الذي يسهر على إنجاز هذا المشروع، وخلال المعاينة وإعداد الدراسة التقنية توصلت اللجنة إلى أن هذه الابتدائية القديمة معرضة للإنهيار في أي وقت، وأنها تهدد سلامة وأمن التلاميذ نظرا للوضعية الكارثية التي توجد عليها حيث ظهرت عليها تشققات وتصدعات زيادة على أنه لم يتم احترام معايير البناء في إنجازها· وبعد هذه الدراسة قررت السلطات البلدية هدمها وإنجاز مشروع مقر البلدية الجديد بذات القطعة الأرضية· وأضاف المحتجون أن البلدية قررت كذلك برمجة مشروع مدرسة جديدة بالمنطقة لتعويض المدرسة التي سيتم هدمها، لكن المشاكل بدأت بعدما أقدمت بعض قرى المنطقة التي أبدت رفضها المطلق لهدم المدرسة بالرغم من أنها تهدد سلامة وأمن التلاميذ والمعلمين، فقد رفضت هذه القرى اقتراح البلدية وعارضت إقامة مقر البلدية الجديد بذات القطعة بدون أي سبب محدد، وهو ما أثار تذمر وسخط سكان القرى الثلاث الذين يؤكدون أنه لهذه المعارضة أبعاد سياسية لا تخدم مصلحة السكان ولا المنطقة، وأقدموا صبيحة أمس على غلق مقر البلدية ومقر الدائرة، وقام التجار بشل الحركة التجارية وأغلقوا محلاتهم لمساندة المحتجين الذين يبدون مساندتهم المطلقة لإنجاز هذا المشروع، الذي رأوا أنه يخدم مصلحة المواطن نظرا لضيق المقر الحالي للبلدية حيث لا يفي بتلبية خدمات المواطنين، ومن جهة أخرى لحماية سلامة وأمن وحياة أبنائهم الذين يزاولون دراستهم بهذه المدرسة المهددة بالإنهيار· علما أنه تم برمجة مشروع إنجاز مدرسة جديدة في المنطقة· وقد دعا ممثلو القرى الثلاث المؤيدة لإنجاز المشروع كل القرى المعارضة للجلوس إلى طاولة الحوار لبحث سبل حل هذا المشكل بالطريقة التي تخدم مصلحة الجميع بعيدا عن التلاعبات السياسية والمصالح الشخصية·