كشفت، مؤخرا، الحصيلة السنوية لمديرية البناء والتعمير عن أرقام رهيبة تعكس بجلاء السير الحقيقي للتنمية بتراب الولاية وهي 4017 مسكن قصديري هش جلها مهددة بالانهيار، وبتحوّلها إلى مقبرة جماعية لأصحابها في أي لحظة جراء ضعف مقاومتها لأبسط العوامل الطبيعية، حيث مايزال سكانها يتجرعون هول الأمرين صيفا وشتاء في غياب أدنى وأبسط شروط الحياة الكريمة مع استمرار تدني منحنى تأزم أوضاعهم الاجتماعية باتجاه الأسوأ، فأصبحت حياتهم مستحيلة لا تطاق داخل بيوت أو مجمعات تشبه أكوامئ الخردوات تسبح وسط النفايات المتراصة بمحيط أحيائهم، والتي زادت من تعفن وتدهور مستوى معيشتهم وعكرت صفو حياتهم اليومية وأسهمت حسبهم في توتر أعصابهم بسبب عدوى الأمراض جراء انعدام قنوات الصرف الصحي التي تصب في حفر محاذية لجدران منازلهم وانعدام شبكة المياه الصالحة للشرب والربط العشوائي للتيار الكهربائي، ناهيك عن انعدام الطرق المعبدة أو الأرصفة الإسمنتية، كما هو الحال بالنسبة لمحتشد البيوت القصديرية بين أودية حي السعادة والشرفة والرادار بعاصمة الولاية والقلافطية بأم الدروع، تلعصة ومصدق، حيث حرّم أصحابها من حق الاستفادة وتحسين أنماطهم المعيشية بحجة أنهم نازحين خلال العشرية السوداء رغم استقرارهم بتلك المجمعات القصديرية وانعدامهم لقطع أرضية أو ملكية عقارية بأعالي سلسلة الونشريس أو الظهرة وبمختلف المناطق الداخلية التي نزحوا منها· وللخروج وانتشال أصحابها من استمرار نزيف غضبهم، خصت السلطات الولائية حصة 1500 وحدة سكنية كمرحلة أولى لفائدة المناطق النائية والريفية بغرض تعويض البناءات الطوبية والهشة والتقليص من حجم انتشارها وتشويهها للنمط العمراني في انتظار تدخل مديرية السكن والتجهيز لتسجيل الشطر الثاني لإتمام الحصة المتبقية والمقدرة بحوالي ثلاثة آلاف وحدة سكنية، حسب اقتراحات المديرية، إلى جانب 20 ألف إعانة للبناء الريفي في إطار البرنامج الخماسي القادم، منها ثلاثة آلاف مسكن سيتم توزيعها قبل نهاية السنة الجارية، بالإضافة إلى 7500 مسكن اجتماعي تساهمي الذي يسير بسرعة السلحفاة في كثير من مناطق تراب عاصمة الولاية ومدينة تنس بسبب تلاعب أصحاب المقاولات الخاصة بمصالح مستفيديها الذين انتفضوا في العديد من المرات في حركات احتجاجية ضد تأخر إنجاز مساكنهم عن المواعيد المحددة لفترة طويلة، كما اقترحت ذات الجهات سبعة آلاف وحدة جديدة لهذه السنة رغم مشكل العقار الذي حصر هذا النوع من البناءات في عاصمة الولاية وتنس، وحال دون تشييده في بلديات أخرى من تراب الولاية·