بعد شد وجذب، أفرج عبد العزيز بلخادم عن تشكيلة المكتب السياسي الذي ضم 15 اسما بينهم امرأتان· وبعكس الانطباع الذي كان سائدا حول ما إذا كان بلخادم سيقدم أسماء معينة على أخرى، ظهر للعيان أن الأمين العام فضّل ضم إلى تشكيلة قيادة الأفلان أسماء متواضعة من حيث الثقل داخل الأفلان اجتمعت فيها صفة ' 'تحت السيطرة'' ربما لتفادي الأخطاء القديمة التي كادت أن تكلف الأمين العام مقعده على رأس الحزب العتيد· لعل الملاحظة الأساسية حول التشكيلة التي أعلن عنها بلخادم بعد أسابيع من المخاض لم تكن بمستوى ما كان منتظرا بل ومخيبة لآمال العديد من الطامعين وبالأخص القامات الكبيرة في الأفلان، وبمعنى أدق هو أن بلخادم قرر إبعاد الحرس القديم في الأفلان من دائرة القرار واكتفى لإسكاتها بمنحها مقعدا في اللجنة المركزية· إن أسماء مثل حراوبية، الطيب لوح أو عمار تو قد لا تشكل الإجماع في أوساط كوادر الأفلان وحتى بالنسبة لبلعياط الذي يكون الرابح الأكبر في محصلة الصراعات التي دارت حول المراكز القيادية· وتميل الملاحظة إلى أن القائمة هي بحق من اختيار بلخادم نفسه الذي اقترحها ودافع عن الأسماء التي اختارها لسبب بسيط هو أن الشخصيات التي أوكل إليها تسيير الشأن الأفلاني لا ترقى إلى مستوى الوقوف في وجه الأمين العام وروعي فيها إلى حد بعيد مسألة الانسجام دون الخوض في تفاصيل المشارب الأيديولوجية، المهم هو أن أفراد التشكيلة ينتمون تقريبا إلى نفس الجيل مع فوارق بسيطة في السن وما عدا ذلك تم ''تشبيح'' المكتب بوجوه قديمة كمدني حود أو عبد الرحمن بلعياط··· فقط للإيحاء بنوع من التوازن وهو في حقيقة الأمر حصانة من المفاجآت· إن المتاعب التي عاشها بلخادم مع أمانة الهيئة التنفيذية وحالة الاحتقان التي سادت القيادة طوال العهدة المنقضية علمته كيف يتفادى الصراعات والاختلالات في توجهات الأفراد المقربين منه، واكتشف في نهاية المطاف أن الإغراءات قد تحول الأشخاص إلى مشاكل ألزمت بلخادم التعاطي معها بل واليقظة أمام مناوراتها· أمام التشكيلة الجديدة رهانات كثيرة·· في مقدمتها كسب ثقة اللجنة المركزية المؤلفة من أعضاء تتضارب مصالحهم السياسية وتتناقض توجهاتهم الإيديولوجية وربما سيكون التئام أول دورة للجنة المركزية بمثابة امتحان حقيقي·· فهل سينجح بلخادم في الاقناع؟