مرّ عيد العمال كئيبا كما عادته ولكن هذه المرة أكثر كآبة من المرات السابقة رغم ''حفل البالون'' الذي احتضنه ملعب خمسة جويلية·· قلت لحماري·· صح عيدك أيها الحمار·· نهق عاليا وقال·· ''أنت ثاني'' قلت له·· ولماذا النهيق ما دمت ترد تحية العيد؟ قال·· لأن شر البلية ما يضحك·· بطال يهنئ بطال في عيد العمال؟ صمتنا وبقينا نترقب مجريات مباراة كأس الجمهورية وقلت له·· لماذا لم تذهب للملعب·· أنت تعشق البالون·· ولك معارف كثيرة تدخلك ''الستاد'' بدون بطاقة؟ قال·· لا أملك المزاج لذلك·· ثم أنا لا أناصر أي فريق من الفرق المتنافسة·· لماذا إذن أتكبد عناء ذلك؟ قلت له·· ناصر ''البالون''·· ليس شرطا أن تناصر فريقا·· صمتنا من جديد وتتبعنا خطوات اللاعبين على البساط الأخضر·· تنحنح وقال·· أنت تعرف تماما أين أريد الذهاب؟ قلت له·· لا تحلم كثيرا·· بلاد مانديلا ليست ''دار خالي موح''·· قال·· أعرف ذلك ولكن؟ قلت منذ قليل بطالا يجالس بطال واعترفت أننا لسنا في حسابات عيد العمال ومن ثم تطلب المستحيل ··؟ قال ضاحكا·· لأول مرة أندم على ''حموريتي''·· لو كنت حصانا لاستطعت برشاقتي وسرعتي أن أتوغل في الأدغال وأصل حتى جنوب إفريقيا ''بلا مزية واحد''·· ضحكت من كلامه التعيس وقلت·· الحمد لله أنك حمار وإلا أحدثت طارئا بيننا وبين دول إفريقيا·· هل تظن أنك تستطيع اختراق الدول بدون فيزا؟·· سيقولون حمار حراف·· حمار إرهابي·· إلخ·· إلخ·· صمت وقال·· لا لا ''راني مليح كِما راني''