بعد جولة قصيرة قادتني وحماري إلى بعض أطراف المدينة، رأينا كما ترون جميعا ''الشانطيات'' المنتشرة مثل الفطر هنا وهناك·· نهق حماري كعادته ولكن هذه المرة نهقة الجنون التي يأتي بعدها ألف سؤال وقال·· كل هذه البنايات ونحن خارج اللعبة؟ قلت له·· أي لعبة تريد أن تدخل أيها الحمار؟ قال·· لعبة ''الغاشي'' الذي ''ترفه'' بين عشية وضحاها·· ضحكت وأجبته ساخرا·· أنت تتكلم بصدق أم تكذب على نفسك أيها الحمار التعيس·· قال·· ما رأيك أن نأتي بالقليل من ''القش'' الذي نملك ونقتحم إحدى ''الشانطيات'' ونسكن فيلا أو شقة أو حتى في ''الدروج''؟ قلت له وأنا أتأمل خيرات الله·· يا حماري دعك من هذه الأحلام·· هل تعرف كم ثمن ''الدرجة'' هنا حتى تستولي عليها أنت وتريد اقتحامها؟ قال بكل سخرية·· أعرف أن ثمن ''الدرجة'' يفوق سعري وسعرك ولكن·· كيف الحل؟ قلت له·· لا حل لنا سوى أن نعود أدراجنا إلى ''باطيمة خالتي الطاوس'' ونعاملها بكل لطف حتى تتحملنا·· نهق حماري واستشعر أذناه مثل الذئب وقال·· حرام عليك لماذا تذكرني بخالتك الطاوس·· أريد أن أنساها·· ضحكت من كلامه وقلت·· هي القدر يا حماري·· هي المكتوب·· توقف لحظة وصرخ في وجهي وكأنه وجد شيئا ثمينا·· ''وجدتها·· وجدتها··'' قلت له·· ما ذا وجدت يا حماري·· قال·· لماذا لا تتزوج ''الطاوس'' وبهذا تكسب امرأة و''باطيمة''·· صرخت في وجهه·· ''بعيد الشر'' صدق من سماك حمار···