عاد موضوع تدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى الواجهة بدخول الإعلام المصري في حملة ضد ما يسميه بمحور قطر الجزائر الذي يسعى -حسبه- إلى ترشيح عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الجزائري الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمنصب الأمين العام الجديد للجامعة العربية، مع اقتراب نهاية عهدة الأمين العام الحالي المصري عمرو موسى· وقد كشفت مصادر عربية رفيعة في القاهرة بحسب الإعلام المصري، أن الجانب المصري مصمم على اختيار شخص الأمين العام الجديد للجامعة العربية من مصر، بالتوازي مع اتصالات واتفاقات غير معلنة بين القاهرة والرياض على اختيار الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي لهذا المنصب لمرة واحدة، إذا تعذر إعادة انتخاب شخصية مصرية للمنصب، وفي مواجهة تحرك جزائري قطري لترشيح عبد العزيز بلخادم وزير الخارجية الجزائري السابق ووزير الدولة الحالي، خلفا للأمين العام الحالي عمرو موسى· واعتبرت المصادر العربية في القاهرة، أن نقاشا قد جرى أخيرا بين القاهرة والرياض في هذا الشأن، حيث اتفق الجانبان المصري والسعودي على التعاون سويا لحل هذه الأزمة، سواء عبر الإقرار والاتفاق على مرشح مصري جديد يختاره الجانب المصري، وتسوق له المملكة العربية السعودية لدى دول الخليج وبقية الدول العربية في المشرق العربي لتزكيته أو اختياره· وفي حالة تعذر ذلك بسبب معارضة الجزائر وقطر حاليا، فإن الاختيار ربما يقع على الأمير سعود الفيصل كأحد البدائل المعروضة، في مواجهة السعي الجزائري حاليا لترشيح بلخادم الممثل الشخصي حاليا للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة· وقالت مصادر دبلوماسية مصرية ''إننا نعلم جيدا أن هناك اتصالات وتحركات بدأتها الجزائر مبكرا مع قطر وسورية لتزكية بلخادم، وأن الجزائر تلقت وعودا قطرية وسورية وكذلك من موريتانيا، ولكن الجانب المصري واعٍ حتى هذه اللحظة بكل هذه التحركات، وما زال هناك تمسك مصري بتولي مصر رئاسة وأمانة الجامعة العربية، طالما أنها داخل الأراضي المصرية، وهناك أصدقاء ودول عربية عديدة يساعدون ويؤيدون مصر، وسنلجأ إلى إخراج سيناريو لهذه الأزمة في اللحظات المناسبة، بالتعاون مع أصدقاء عرب، وخصوصا المغرب والعراق والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي· علما أن ولاية عمرو موسى الفعلية تنتهي مع نهاية القمة العربية التشاورية في ليبيا في سبتمبر المقبل· وكان عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الجزائري الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد صرح بأن ''تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية بات أمرا منطقيا لا يخضع للعرف''، كما أن ''مسألة تدوير المنصب على جميع الدول العربية يتماشى مع طبيعة المنظمات الإقليمية والدولية عندما تضم أطرافا متعددة، حيث يكون هناك تداول عن طريق الديمقراطية بالاقتراع أو عن طريق التوافق أو عن طريق التزكية في مناصب المسؤولية''، وأضاف بلخادم في تصريح سابق ''أن هذا يحدث في الاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وفي منظمة الأممالمتحدة وفي الاتحاد الأوروبي وفي منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، هذا يحدث في كل التجمعات، فلماذا لا يحدث في الجامعة العربية''·