زلزلت الأرض زلزالها فتزلزل دماغ حماري وتشقق ما تبقى له من ''حيطان'' تستر غباءه وترهاته·· ومع ذلك استبق بوناطيرو في تحليل الوضع فقال·· هل تدري يا صديقي أن الأرض بدورها كرهت ما عليها ومن عليها؟ قلت له·· ونحن أيضا كرهناها وكرهنا معيشة القلق و''التمارة''·· مهددون من كل شيء في هذه الدنيا وحتى الموتة الطبيعية يستكثرها القدر علينا؟ قال ناهقا·· ''غاضوني الزولاية''·· قلت له·· لا تخف خيم ''ولد عباس'' جاهزة لتغطية ملايين الشعب المغبون·· أما الجدران فلا·· لا تحلم يوما بمسكن لائق بعد أن يضرب الإعصار دماغك وبيتك·· نهق عاليا وقال·· إذن يجب أن ''نقراو لعقوبة'' و''ندبر معريفة'' مع ولد عباس·· قلت له·· وماذا تفعل به أيها الحمار؟ قال·· على الأقل نضمن خيمتان·· واحدة لك وواحدة لي·· قلت له ضاحكا·· الزلزال الحقيقي لم يحدث بعد·· وعندما يحدث لن تنفع معه الخيم ولا الجدران ولا حتى ولد عباس·· قال صارخا·· ماذا تقصد وعن أي زلزال تتكلم؟ قلت له·· شغل بصلتك السسائية وترفع قليلا عن التفكير في الخيمة وسوف ترى الدنيا بوجه آخر؟ نهق عاليا·· وقد أحدث زلزال آخر بصوته الغليظ وقال·· نعم هو الزلزال السياسي·· هو الزلزال السياسي··