شيعت جموع غفيرة من قبائل محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء جثمان أمين عام المجلس المحلي للمحافظة الشيخ القبلي، جابر علي الشبواني، وثلاثة من مرافقيه قتلوا في غارة جوية مساء أمس بينهم شقيق زعيم القاعدة في المحافظة· وقال مصدر محلي أن قبائل المحافظة تتداعى لتجتمع عصر اليوم قصد تدارس الوضع وكيفية الرد على مقتل الشبواني الذي كان يقود وساطة بخصوص الزعيم القاعدي علي سعيد جميل الذي قتل شقيقه (محمد) في الغارة، في حين هددت باستهداف مصفاة صافر النفطية· وفيما تشير معلومات إلى أن الغارة نفذتها طائرة بدون طيار يعتقد أن الجهة المنفذة قد تكون الولاياتالمتحدة على غرار الهجوم الذي شنته طائرة بريداتور أمريكية عام ,2002 واستهدف أحد أبرز قيادات القاعدة من الصف الأول، لكن الأمر لم يتضح بعد· وتقول معلومات أمنية أن هدف الغارة كان الناشط في القاعدة محمد سعيد بن جردان الذي أصيب بجروح، لكنه تمكن من الهرب· السلطات الرسمية عبرت صباح أمس عن أسفها ''للنتائج التي أسفرت عن استهداف عناصر من تنظيم القاعدة في منطقة وادي عبيده بمحافظة مأرب مساء أول أمس الإثنين والتي نتج عنهائمقتل الشيخ جابر بن على بن جابر الشبواني أمين عام المجلس المحلي بمحافظة مأرب''· اللجنة الأمنية العليا عبرت ''عن أسفها وتعازيها ومواساتها لأسر القتيلئومرافقيه'' لكنها قالت أنها ''سوف تظل ملتزمة بنهج مكافحة الإرهاب ومتابعة العناصر الإرهابية المتطرفة من تنظيم القاعدة التي أضرت بمصالح الوطن والمواطنين، وأكدت مجدداً أنها لن تسمح بأن تكون بلادنا ملاذاً آمنا لأي عناصر إرهابية في أي زمان أو مكان وتحت أي ظرف وتهيب اللجنة الأمنية العليا بجميع الأخوة المواطنين في مختلف مناطق الجمهورية الإبلاغ عن أي تواجد للعناصر الإرهابية والمتطرفة أو التواجد بالقرب منهم وذلك حرصا على أمنهم وسلامتهم· وأضاف التصريح الرسمي أن توجيهات رئاسية صدرت بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث· معارك ثأرية عقب العملية بساعات، شهد محيط القصر الجمهوري مواجهات بين الجيش ومسلحين من قبائل عبيدة التي ينتمي إليها الشبواني وهي إحدى أكبر قبائل مأرب وتم منع المسلحين من الاقتراب من معسكر الدفاع الجوي وقيادة المنطقة العسكرية بالمجمع الحكومي في مدينة مأرب· في ذات السياق، أفادت مصادر محلية في مأرب بأن مسلحين من قبائل عبيدة قاموا بالحفر على أنبوب النفط في منطقة عرق آل شبوان وتفجيره· توتر الأجواء ويقول الصحفي محمد الصالحي مدير تحرير موقع ''مأرب برس'' الإخباري ل ''إيلاف'' أن الأجواء متوترة في المحافظة، مشيرا إلى أن تجمع القبائل عصر أمس يمكن أن يؤدي إلى نتيجة غير محمودة· وأضاف الصالحي أن ما حدث يثير تذمرا واسعا في المدينة، موضحا أن القبائل لن تقبل بعذر اللجنة الأمنية ولن تقتنعو بأن الأمر تم عن طريق الخطأ· ونوه الصالحي إلى أن عمليات من هذا النوع يمكن أن تؤجج المشاعر وتشكل التفافا حول القاعدة حتى ولو لم تكن موجودة، مضيفا أن الشبواني كان يقود عملية وساطة، وهذا الأمر سيفقد أي شخص آخر الثقة في التعامل مع الحكمومة كونها أصبحت تستهدف حتى رجالها· ورأى الصالحي أن الموضوع لم يكن سوى مجرد تهم للرجل الذي كان يفترض أن يسلم نفسه للشبواني وهو (علي سعيد جميل) وأنه متهم بأنه زعيم تنظيم القاعدة في مأرب، لكن الأمر مجرد تهم وليس محسوما، ويفترض أن تتم محاكمته، أما الآن فقد قتل شقيقه ويصعب حاليا الإمساك به· ونقل الصالحي أن القبائل تعتبر مقتل الشبواني بهذه الطريقة وصمة عار على قبائل المحافظة كلها· وتعتبر قبيلة عبيدة التي ينتمي إليها الشبواني إحدى أهم قبائل مأرب وهي القبيلة التي تقع على أراضيها جميع آبار النفط والغاز التي تغذي اليمن بالكامل ومحطة الكهرباء الغازية التي تغذي العاصمة صنعاء بالطاقة وبعض المدن المجاورة·